Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
متهور انت الليلة
Eya Ben Gh'nia - آية بن غنية
استيقظت اثر سماع الجلبة التي تحدثها بالمطبخ ، لا تطيق صبرا لاعداد قهوتنا صباحا ، كان هذا احد طقوسك كلما نمت معي ، لا أعلم أهو من قبيل الشكر و الامتنان ، أو لسبب ما أجهله ، أو من باب المصادفة ...
لحقتك لأمدك بعلبة سجائرك التي نسيتها بالغرفة ، ترشفنا القهوة على مهل كما في موعدنا الأول ، و دخنت سيجارتيّ الصباحيتين . أصبح أحيانا مدخّنة نهمة ، بينما كنت تتوسلني للإقلاع عن هذه العادة ، لم أقدر على علاج فقدان الشهية الذي يلازمني جراء مرضي المزمن ، و هجران سجائري يمكن أن يخفف الأمر عليّ ...
أطلت النظر بيديك ، كانتا مضطربتان ، برعشة خفيفة تلازمهما كلما رفعت سيجارتك ، لا أعلم ، ربما كان ذلك بفعل ادمانك القهوة ..
لم نتحدث كثيرا ، اكتفينا بابتسامات خفيفة ، لا أعلم ما دهاني ، استرجع صور الليلة الفارطة ، كنت فظا ، و مغريا بدرجة فظيعة ... لا أدري ، هل كنت هكذا منذ زمن ، و لم ألاحظ؟؟
يداك ، كانتا بارعتين ، عدت من العمل مرهقة بوجه شاحب ، لأجدك بانتظاري ، لم تمهلني الفرصة لأعتذر لأن همي الوحيد ساعتها ، كان فقط النوم ...
لم تتمهل ، عانقتني بقوة لتلثم رقبتي بكل شهوتك و تنفث انفاسك الدافئة و تقول "اعذريني الليلة ، اشتقتك " و دون ان تترك لي مجالا لأسألك ، داهمت الشفاه المتعبة من يوم عمل طويل و ابتسامات كاذبة ، و يداك تعتصران كل ما وقعت عليه ، كنت مذهلا ، مجنونا ...
حملتني الى الغرفة و انت تذكرني بكل ماقمنا به ايام المراهقة ، بعيدا عن أعين المتطفلين ، كنا وقحين حينها ، لم نخجل من تقبيل بعضنا ، في الشارع ، الميترو ، و حتى بين قاعات الكلية التي نمقتها .
استلقيت جانبي على السرير الذي شهد على الوان جنوننا و مزاحنا و ضحكاتنا و دموعنا .. ابتسمت و قلت انك لم تعد تطيق صبرا . اعتليتني و أبعدت الشعر المتطفل عن وجهي ، لم تسق لي ملاحظتك المعتادة بأن شعري يقلق راحتك ، ربما شهوتك الليلة انستك الامر . غزوت شفاهي ثانية و يداك تنزلان اكثر هذه المرة ، الى ان وقعت على ذلك المكان القصي ، اطبقت فخذاي لوهلة و لم أطل التمنع ، نيران الشهوة أحاطت بجسدينا ، نزعنا ملابسنا و كدت تمزق ازرار قميصي لفرط اسراعك .
متهور انت الليلة ...
يقولون ان ليالي العشق حمراء، لم أتمكن من تعداد الوان ليلتنا تلك ، لم نمنح لانفسنا الفرصة ...
كنت اشاهد انعكاسنا في المرآة ، الاشعة المتسللة من النافذة شبه المفتوحة تنساب بسلاسة أسفل ظهري ، كأنما تنير لك الطريق ..
لا تزال آثار اظافري بادية على رقبتك ، و منعني قميصك من رؤية الخطوط الحمراء المتبقية بجسدك ..
سابقا كنت تنصحني بان اقصها لانها حادة و مؤلمة ، لكنني كنت اعشقها و أقول ان بشرتك حساسة أكثر من اللازم ... لن أقص اظافري ، هل يمكنك ان تتخلص من سيفك ؟ كانت طعنته الأخيرة قاتلة ، شهقت عاليا ... و مع ذلك زدت من تشبثي بك و عانقتك بقوة اكبر .. مسحت قطرات العرق عن جبهتك و أظافر يسراي مغروزة بكتفك ... اقتربت من اذني أكثر و همست " اياك و التخلص من سيوفك ، ان تجردت من سلاحك ستقتلينني ...."
آية بن غنية
Website Design Brisbane
Tags: