Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

حلـم

dreams-love-perfect-manEya Ben Gh'nia - آية بن غنية

"فقط اقتربي و لا تجزعي ، اقتربي اكثر ... دعي جسدي ينصهر بثناياك ، تعالي.."

كلمات كنت انهض على اثرها برعب شديد ، مشهد يتكرر كل ليلة ، و يتوقف عند ذات اللحظة ، انا ، و هو ، غرفة النوم ، و الظلمة ..

بدأت التفاصيل تتضح بعد اسبوع ، رجل اربعيني يطوق خصري بيديه و يحركها بتؤدة شديدة ، بلين ، و يسحبني اليه اكثر .

اما انا ، فكنت كرضيعة بين يدين غريبتين ، انظر لعينين لم افهم يوما لونيهما ، لشعره ذي اللون الفاتح ، بشرته النقية ... لكن الصورة لم تكتمل بعد ... من يكون ...

اصبح الحلم يراودني كل ليلة ... بدأت ملامحه تتضح ، رجل اربعيني ، عينان خضراوان تميلان الى الزرقة ، شعر فاتح ، طويل و مصفف الى الخلف ، لحية و شارب خفيفان ..  

تطورت الحالة اكثر فاكثر .. اصبحت اتخيل اطيافا تلاحقني ، يدا تربت على كتفي بحنو ..

كلما اغمضت عيني رأيت ذات الرجل يقبل  ثغري بدفء لم احسسه من قبل ... و اصبحت احس بوجوده قربي اثناء نومي كأنما يقاسمني الفراش ...

قررت زيارة طبيب نفساني ، عله  يقدر على تشخيص حالتي الغريبة ، و ببرود شديد و ابتسامة مفتعلة اجاب :"انسة *** ، انت فقط تشكين عوارظ اكتئاب مرضيّ ، ناجم عن عزوفك عن قبول انوثتك  كما هي ... فاصبح جسدك يمرر لك تنبيهات تتشكل في حيز الاوعي بدماغك لتتمضهر في هيئة حلم مزعج يتكرر دوما ، ليلفت انتباهك لاكتشاف جسدك بنفسك ... "

كانت كلماته كطلامس سخيفة بالنسبة لي ،  بل اني لم استمع لبقية كلامه ، خيبة امل اصابتني ، اطلت النظر في وجهه ، عينيه ، عينان بدون ايه لمعة ، شفتاه وهويتكلم، حركات رتيبة تتكرر ، بلا احساس ...

عدت ادراجي ، اجر حذائي و  كلمات الطبيب تتكرر على مسمعي و اذكر امي احيانا حين تنهرني عن اصدار هذا الصوت اللعين ، صوت الحذاء و الحصى بشوارع المدينة الممتسخة ، و مشهد الاتربة تتناثر حوله و تغطيه .

عدت الى منزلي ذو الجدران الدافئة ، اين اقطن وحيدة  . قلبت الكتب بملل . شغلت التلفزيون و انتقلت بين القنوات بلا فايبعدت الى منزلي ذو الجدران الدافئة ، اين اقطن وحيدة  . قلبت الكتب بملل . شغلت التلفزيون و انتقلت بين القنوات بلا فائدة ، فنمت و تكرر الحلم كالعادة ..

فايب

توجهت منذ الصباح الى المدينة العتيقة ، لم اكن اريد ان التحق بالكلية و انا على تلك الحال ، ظللت على حالي ، امشي و اجوب الانهج الضيقة بلا دليل ، اشتم روائح الجدران و التاريخ  ، و احاول تنقية ذهني مما يشوبه .

كنت على وشك العودة الى المنزل ، عندما رايت تلك المراة ، بمليتها و حليها و صوتها الغريب ، كانت منجمة الحي الوحيدة المتبقية ، اما كما تدعى "تكازة" ، خامرتني الفكرة : لم لا الجئ اليها لعلها تملك تفسيرا يشفي غليلي اكثر من ترهات الطبيب النفسي !

ترددت كثيرا ، و عندما كادت تغيب عني باحد الازقة ، ركضت نحوها ، و توقفت امامها لاهثة ، نظرت لي باستغراب ، و جلسنا على عتبة احد الابواب لتبدأ قص الحكاية ..
حركت سبحتها طويلا ، تمتمت ، نظرت لي مليا ، و اعادت التمتمة ، ثم اسدلتها بين يديها و بدأت بتحريك خرزاتها الواحدة تلو الاخرى و قالت "بنيتي مسهرك منام ، و في المنام ذكر ، شفتيه
و ماعرفتيه ، في حياتك قريبلك و على قلبك بعيد  .."

-و كيف استطيع معرفته؟

ضحكت ، و قالت : مزروبة؟  تهني و ريحي بالك ، ، برجك بالاثنين  ، ساعتين والا ليلتين و الا شهرين ، تلقيه قدامكك ، امشي بالنية ، و بيضيلي الكف خنكمل الثنية ..

ضحكت من كلماتها العفوية ، شهرين ، هل سأنتظر شهرين ؟؟ اردت ان اسألها كيف السبيل للقائه لكن شيئا ما عقد لساني ، فقدمت لها المال و انصرفت هي ، بينما بقيت اكمل نزهتي ، و انا اسخر من سذاجتي ..

مرت الليلة الاولى ، لم اجده ، سهرت طوال الليل اجرب الانترنات باحثة عن تفاسير الاحلام و ما شابهها ، فاتتني رسالة الكترونية غريبة ، من رجل تعرفت اليه منذ سنة ، استاذ جامعي ذو مركز مرموق ، و صاحب جمعية اعلمتهم اني كنت اريد الانخراط بها ، اعلمني انهم قبلوا مطلب عضويتي ، و ان مقر الجمعية قد تغير و علي الحضور لأتسلّم بطاقة الانخراط  غدا الاثنين ..
قلت في نفسي ، على الاقل ، هي فرصة لانسى الافكار الغريبة التي تجتاحني منذ مدة  و هممت الى الفراش ، لكنني عدت الى حاسوبي برعب و نبض متسارع ، فتحت صور الاستاذ ، فاروق ، فكانت صدمتي .

صورة بذات المواصفات  : رجل اربعيني ، عينان خضراوان تميلان الى الزرقة ، شعر فاتح ، طويل و مصفف الى الخلف ، لحية و شارب خفيفان ..   تفرست بالصورة لدقائق ، هل يكون هو ؟
و لم انا مضطربة ؟ هو مجرد حلم ... هل بدات اقع في حبه ؟

انتظرت توقيت اللقاء الجديد ، المقر الجديد ، التاريخ : الاثنين  ، ليس المهم التاريخ لكنه بعد ليلتين من كلام تلك العجوز .. لقاء عمل ، ليس الا لقاء عمل ..

آية بن غنية
حلـم