Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
تفاّحة آدم
Mariem Khlifi - مـريـم خـلـيـفـي
"مازلت أؤمن أنّ أكبر خيانة تمارسها امرأة هي أن تنام في حضن رجل لا تحبّه، وأصعب فاحشة هي أن يفتح رجل قلبه لامرأة هو أوّل العارفين بكذبته. ولا شيء بينهما إلّا ورقة ذابلة مثل قلبيهما وقبلهما. زنى يمارس كلّ ليلة على مرأى القانون والله والبشر باسم وثيقة عاجزة عن توفير قبلة صادقة."
صدفة قد تقتلك
صدفة قد تقتلك
يتشفّى بك القدر
يوم يعلّقك بين الجنّة والنّار
لا أحد غيرك يدرك رائحة جنّتك
ولا أحد غيرك يصطلي بنيرانك في سعيرك
تصلب وحيدا
بين قلبك وضميرك
جلّادوك الغلاظ
الذين يصنعون عذابك، يحرسونه وينفّذونه
ليسوا إلّا عقلك المتواطئ مع جسدك..
رجل محبّ فاتح ذراعيه
بيت صغير يزخر بأحلام كبيرة
حياة هادئة مستكينة
يستلقي عند عتباتها عمر الشّقاء والتّعب
"وشاء الهوى"..
يتزلزل بيت العنكبوت
يرتحل قلب ليالي
المقبور في غفوته
نحو موطنه..
يثور عليها ويفكّ كلّ القيود
ينطلق ليرتشف ماء الحياة
"لو أصاب تربا لأحيا سالف الأمم"..
انتقل جسد ليالي نحو آسره ومالكه ومليكه
هجر القفّازات الباردة
والفراش المرتّب بدقّة
نحو طلاسم الحبّ..
إنّها الخيانة ولو كانت باسم الحبّ..
قدرك يلعنك
أتطاوع قلبك أم تخضع لضميرك؟؟
أم تستتر بينهما؟؟
معشر النّساء
اسألن أنوثتكن المركونة
كم تساوي لحظة حبّ صادقة تنتمين إليها
مقابل عمر من العطاء الخاضع الأبله
غالبا ما تكون الأمومة دافعه الأوحد
ويكون الهروب من لقب العانس
إلى بطاقة الإيداع باسم حرم فلان
هاجسه المتوحّد..
ليالي احتارت.. واختارت.
لم يبق في ذاكرتها
إلّا قبلة الحبّ التي استيقظت عليها
لتقرّر الرّحيل
من موت سريري مؤبّد
إلى حياة سرياليّة حرّة
أينما حملتها البوصلة..
لا أسمى من الحقّ في الحياة.
امرأة رفيع تنتظره
حاملة طفله
مجنّدة له كلّ عالمها وعواطفها
ماضيها وحاضرها
واهبة له مستقبلها
عطاء غير مشروط
تغفر له نومه في كلّ جسد يشتهيه
تقبل توبته عن كلّ إحساس
حمله إلى أحضان عابرات السّبيل..
آه من وجع الضمير والإبر المغروسة في القلب
أحدثت شروخا لا تندمل
مهما مرّ عليها الزّمان الرّياب..
نيرانك تلتهمك
أيّتها الفراشة التي اندهشت من الدّفء
قوالب الجليد الجاهزة
تحسب أنّ سريرة الدّفء جريمة..
رفيع يرجّح عقله
لا يرضى لامرأته ألم الفقد والخسارة
لكنّه يرتضي لهما غباء اللّاحبّ واللّامبالاة
والّتناسل الموسميّ..
صونا للمشاعر المتكوّمة بحزن شديد
أم خوفا على مؤسسة الزّواج
من دعاية المجتمع والعرف والتّقاليد..
كم قلبا داسه ودهسه الحبّ
بقدمه الخشنة..
كم إنسانا نام في عزلته
داخل كوابيسه المرعبة
متلثّما ومتدثّرا ببرودة وثيقة الزّواج..
إنّها الخيانة ولو كانت باسم الحبّ..
لا سلطان غير الحبّ
يعزّ ويذلّ
رفيع يبكي ليالي
في حضن امرأته..
ارتضت أن ترتشف ملح دموعه
لتندبه وجعا صامتا
فهو ينضح بأخرى..
ليالي هدمت سقف بيتها
انتصبت وحيدة في الشّارع
تبكي رجلا أحبّته
واجهت وقلبت الدنيا من أجله
وتبكي آخر صانته عندما تركته
بدل استعارة فراش غيره
والعودة إليه بأقنعة منتشية لا تحمل اسمه..
ليالي لا تحبّ المنتصف من كلّ شيء.
الصّدق وعد لا يردّ.
و"الحبّ للشّجعان".
كم من رجل وامرأة
واراهما تراب الحياة وكفن الموت
طمعا في لحظة حبّ
زهاء بلادة الكذب المتأنّق
خوفا من الآخر..
كلّ الإختيارات والمواجهات
مدفوعة وباهضة الثّمن.
لا ترفع عن الإنسان إنسانيّته.
كفى بالحبّ خطيئة وكفى به عقابا..
مقتطف من كتاب "رحيل"
مـريـم خـلـيـفـي
Website Design Brisbane
Tags: