Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
تتخيل فقط
Malak Chaouachi - ملاك الشواشي
مُستلقية بجانبه في الفراش ..
ينامُ هو في وضعيته المعتادة على بطنه .. مُرهقٌ
و هي على يُمناها كما تعودت دائما ..
ترسمُ على شفتاها إبتسامة جميلة .. تتأملُه.. تُراقب نومه الذي هلَّ عليه ليأخذه منها .. كانت لا تُريد أن تستسلم للنوم مثله .. حتى لا تحرم نفسَها من هذا المشهد ..
مدَّت سبابتها و بدأت تُلامس وجهه .. برفق و هدوء تام
و كأنَّها ترسم طُرقات على جبهته .. نزولا إلى عيناه .. ثم الأنف المعقف تقبضُ عليه بالسبابة و الإبهام في حركة جميلة و كأنها فراشة حطَّت عليه لتنعم بالهدوء قليلا ..
فتحت راحة يدها و مسحت على خدِّه مرورا بتلك الشامة في عينه اليمنى .. و هكذا صعودا و نزولا تُريد أن تحفظ كُل عضلة و مكانها في ذلك الوجه ..
تلامس خصلات شعره القليلة بطريقتها الناعمة الرقيقة كانت تلك الطريقة تجعله يخُّوص في نومه براحة كبيرة ..
و فجأة بالغت في النزول لتُمرِر أناملها على شُعيرات لحيته القصيرة
تنكمشُ أصابعها الطويلة حتى تبرز أظافرها كقطة تُداعب صغيرها ..
و تُسارع في الحركات لتستمتع بصوت حكاك أظافرها على لحيته الكثيفة ..
ثُم تتوقف قليلا ..
تعبثُ قليلا بشفتاه الغليظتان فيفتحُ عيناه بتعب لينظُر إلى الوجه القريب من وجهه على المخدة بجانبه .. و يبتسم في تأمُل لعيناها ووجها المستدير كالبدر و شعرها الكستنائي الطويل .. و شفتاها الرقيقتين ..
فتسبقه و تغمضُ عيناها في خجل و تأمل لتكمل ما كانت تقوم به من حركات كسولة تجسد الإسترخاء و تنثره في سائر جسده
لتبث تلك المُداعبة ذبذبات كهربائية رتيبة تنشر السكينة في خلاياه كلها .. ليستسلم مرة أخرى إلى النوم ..
كان نفسه قريب جدا من أنفها الكبير .. فتحت عيناها مرة أخرى ..
و رحلت بتفكيرها إلى عالم جميل .. لا يسكنه غيرهُما هو بقلبه المُمزق و هي بحنانها و عطفها ..
عادت إلى تأملها لوجهه تُحاول أن تجمع صورتها و صورته .. لتوحي لها
ملامح أطفاله منها .. أطفاله التي لن يسكن رحمها أبدا ..
لكنها تتخيل فقط ..
فكرت في كلامه حين قال أنهما يجب
أن يعيشان اللحظة بحذافيرها ..
و هي على يقين أنه راحل عنها .. في أي لحظة لكنها تستمتع بجملة الأحاسيس الجديدة .. التي تُخرجها من عالم الطفولة و الدلال .. إلى عالم للكبار فقط .. فتتجرد من صِباها لتُصبح فجأة
أم حنون لطفل في عقده الثالث ..
بقلم ملاك الشواشي
Website Design Brisbane
Tags: