Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
بقايا امرأة
Ouday Leizieh - عدي لِزيَّة
بعد سنة من الفراق ، التقيا صدفةً في المكتبة حيثُ اعتادا اللقاء ، وضعَ يده ليتناول كتاباً، فاكتنزها خلفه ، كانت تضاهي الشَّمس اشراقاً ، عندما خرج من منزله مسرعا في الصباح لم يتوقع أن يُواجه الكتاب الذي تهرَّب لمدة من الغوص في طياته و مداعبة نقاطه. ولكن يبدو أن الحمام الزاجل مهما ابتعد سيعود الى بيته .
للحظة ، فكَّرَ بالهروبِ من ماضٍ ينتصبُ أمامه كجبلٍ شاهقٍ ، أعاد الكتاب لمكانه بسرعةٍ قصوى ليخفي الحنين الذي تجلى شهباً في عينيه ، وهو تحت وقع الصدمة ، اتجه صوب الباب فلحقت به ، سَرَت رعشةٌ في جسده و كأنَّ أناملها عادت لتلمسه من جديد، شعر بدوار بحر الذكريات الذي غيَّر العالم من حوله .
للحظة ، فكَّرَ بالهروبِ من ماضٍ ينتصبُ أمامه كجبلٍ شاهقٍ ، أعاد الكتاب لمكانه بسرعةٍ قصوى ليخفي الحنين الذي تجلى شهباً في عينيه ، وهو تحت وقع الصدمة ، اتجه صوب الباب فلحقت به ، سَرَت رعشةٌ في جسده و كأنَّ أناملها عادت لتلمسه من جديد، شعر بدوار بحر الذكريات الذي غيَّر العالم من حوله .
قالت بخجل : مرحباً !
أجابَ بهدوء: أهلاً " فلانة " كيف حالك؟
شردت للحظة و في أذنيها تهمس فيروز
" كيفك أنتَ ملا أنتَ "
قاطعها بصوتٍ خشن : كيفَ حالكِ ؟
صاحت فجأة: كأنَّكَ لا تعرفني ؟ ﺃﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻳﻮﻣﺎً « ﺇﻳﺎﻙَ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ اﻣﺮﺃﺓ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞٍ آﺧﺮ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺴﻰ ﺣُﺒﻚَ » ؟
ُاتسعت عيناه لوهلة، لم يكن سؤالها متوقعاً، أربكته النَّبرة المعتقة بالحنين .
أجاب بهدوء: بلى .. ﺑﺎﻟﺘَّﺄﻛﻴﺪ!
- ﺃﺭﺍﻙَ ﻧﺴﻴﺘﻨﻲ
- اﻧﻨَّﻲ ﺃﺩﻋﻲ ﻧﺴﻴﺎﻧﻚِ ﻳﺎ ﺣَﻤﻘﺎﺀ
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
- ﻣِﺜﻠﻤﺎ ﺗَﺪَّﻋﻴﻦَ ﻋﺪﻡ ﺣُﺒﻚِ ﻟﻲ
- ﺁﻩ ﻣﻨﻚَ ، ﻣﺎﺯﻟﺖَ ﺗُﻮﻗﺪُ ﻏُﺮﻭﺭﻱ ﻭ ﻏِﻴﺮﺗﻲ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻚَ
- ﻭ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖْ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣﻨﻚِ
- ﺃﻧﺖَ ﺍﻟﺴﺒَﺐ ! ﺭُﺣﺖ ﺗﺘﺴﻜﻊُ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴَّﺎﻗﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺴﺮﺗﻨﻲ
- ﺃﻧﺖِ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻴﻨﻨﻲ ، ﺭﺣﻠﺖِ ﻭ ﺗﺮكتني ﻟﻠﻐﻴﺎﺏ ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴَّﺎﻗﻄﺔ ﻟﻢ ﺗَﻜُﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺤﻞَّ ﻣﻜﺎﻧﻚِ !
- لمَ ؟
- ﻷﻧﻚِ ﻛُﻞ ﻧﺴﺎﺋﻲ
- ﺭُﺣﻤﺎﻙَ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﺎﺕَ ﺍﻷﻭﺍﻥُ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻭﻏﺎﺗِﻚَ ﻭ ﺃﺟﺘﻴﺎﺣﻚَ ﻟﻲ ﺑﻌﺬﺏ ﻛﻠﻤﺎتكَ ﻟﻦ ﻳُﻐﻴﺮ ﻣﺎﺽٍ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ
- ﺗﺒﺎً ﻟﻚِ ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻚِ ﺃﻣﺮﺃﺓ ! ﺃحرقتِ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻘﻂ ﻻﻏﺎﻇﺘﻲ
- ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻚَ ، ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺎﺗﻲ
- ﺍﻹﻧﺘﺤﺎﺭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﻻ ﺗﺤﺒﻴﻪ ﻓﻘﻂ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻚِ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻗﺼَّﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻊ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺳﻮﺍﻙِ
- ﻻ .. ﻛُﻒَّ ﻋﻦ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﺰﻭﺍﺟﻲ
قال بغضب : ﺍﻟﻨﺪﻡُ ﻳﺘﺂﻛﻞ ﻛﻴﺎﻧﻚِ ﻛﺎﻟﺼﺪﺃ!
تحركت خطواته بسرعة ، طفرت دمعة من عينيها، غادرت أيضاً، سمعت صوت بداخلها يذكرها بنصيحة كانت قد أهملتها لمدة " إياكِ ان ترتدي الحذاء الخطأ عندما تجدين الرجل المناسب "
وفي الصباح .. أنبأته بخبر طلاقها .
عدي لِزيَّة
Website Design Brisbane
Tags: