نحن من صنعنا الارهاب ، نحن من مهّدنا انطلاقته و سمحنا له بايجاد الارضية  المناسبة ، ف"إسلامنا" ارهابيّ ..

اول كلمة يتعلّمها طفل السنتين ، ليست المحبة او التسامح ، بل تلك الكلمة المفتاح للارهاب "حرام"

ان سأل الطفل عن معنى هذه الكلمة ، يأتيه التفسير مزوّقا بمعجم النار و الحرق و العقاب الشديد ..

ان سأل الطفل ، "لم الشتم حرام؟" لن يجيب الاب اننا عندما نشتم احدهم سنجرحه و نؤذيه ، بل سيجيب "حرام لأن الله سيحرقنا بالنار..."

و ان سأله "لم علينا ان نصلي؟" لن يقول ان الصلاة بصفة عامة شكل من اشكال الارتقاء بالروح و الابتعاد للحظات عن عالم الحس لننقّي أنفسنا من الطاقة السلبية ، و نشكر الله على النعم التي خصّنا بها ، فنصلّي ، بل ستكون الإجابة "لاننا ان لم نصلي سيعلقنا الله فوق كومة من اللهب..."

نعم ، اصبح اطفالنا يتخيلون الله شيئا دميمًا شريرا يتلذذ بحرقنا و تعذيبنا ، هذا هو الله ، اذن فالناس مجبرون على الطاعة خوفا ، لا اقتناعا ، فكيف لا ينساقون وراء تيارات تعدهم بغد اجمل للنجاة من العذاب ؟!!

زد على ذلك ، فان ثقافتنا تعاني فصاما شديدًا ، فلو تفوّهت البنت بكلمة "جنس" او "حب" امام عائلتها فمن يعلم ماذا ستكون النتائج .. و لا تزال النساء تُقتل بسبب ما يسمى قضايا الشرف ، لجهل المجتمع بأن عدد هائلا من النساء تولد بدون غشاء بكارة اصلاً...

ماذا لو قرأت بنت كتابًا عن الجنس؟ ستعاقب ربما في العائلة و تتكاثر الاقاويل من حولها ...

و عندما يقترف شاب خطأ ما ، ندعو له بالهداية ، فهم "رجل" و لن يحمل العار ، بينما تعاقب البنت حتى بسبب اشاعة ، فهي مسؤولة حتى لو كذب المغرضون بشأنها ... و ربما يُحلل دمها ، لغسل العار ...

لقد زرعتم الارهاب و ثقافة العنف ، لا تطلبوا من الجيوش حمايتكم ، بل انقذوا ما تبقّى من اطفالكم ...