ماذا ستفعل
Hedyl Ben Tawfik - هديل بن توفيق
استمعّ اليّ جيداً، قد يكون نَصي الأخير، بوحي النهائي، الكَلمات المُنزلقة من هاوية الشعور!
إنني جيدة جداً في اشعارك بالذنب حيالي، ميولي درامية بالرغم من أنّي منطقية، طقوسي حزينة تكاد تُشعرك بأنك أجرمت في حقي أو أنّك كنت فرداً من الألف الّذين مرّوا عليّ وتركوا شرخاً، ولكنك لا تعلم ..وَهذا ما يُحزنني ..أنّك بألف، جُرحك يكاد يساوي كل ما قابلته في حياتي من اساءات! وتجاهلك أكبر همّ ومصيية قد أصادفها في يومي المليء بالتعثرات الدراسية والعرقلات الكتابية والأدبية!
الآن ..أسالك بالله، فأجب ..ماذا ستفعل لو وصلك خبر وفاتي غداً!
حسناً، سؤالي يكاد يكون اندفاعاً غبياً مني، ولكنني أتساءل حقاً ..هل ستتأثر في الخبر كأي أحد، أم أنه سيكون لك انهيارك الخاص، سقوطك المتفرّد، وهَمّك الوحيد، لا تُجبني الآن ..إنني أُريد فعلاً يُعرّفني بقيمتي لأستطيع من بعده أن أحصر مشاعري، واكتم ثورتها بمادة منومة ثم أحملها ثقيلة على كتف روحي، وأُلقي بها - مع بالغ أسفي- في مزبلة شعوري، البوح حادٌ نصله ..لم أكن أُريد أن تكون مشاعري لكَ مُجرد حثالات قديمة أو ترسبات صنعتها الصدف والأقدار، كنت أريدك أنت بكامل تفردك وغرابتك بعينيّ على الأقل!
وبالرغم أني أعلم وموقنة بذلك أشد اليقين أنك لن تفعل، ولن تكون ..إلّا أنني أحمل فتات من خبز التفاؤل المتعفن، أرمي به في الطريق وانا ذاهبة إليك بإرادتي الخارقة، لأستشف به طريق عودتي، لإني أعلم أني سأعود وحدي .. بلا دليل، ولو كان قلبك!
هديل بن توفيق
Website Design Brisbane