عندما كنت طفلة  كان تفكيري اكبر من حجمي الصغير،كنت أفهم ظروف ابي واعذره ،في الشتاء البارد  أذهب الي المدرسة بدون معطف ،في بيتنا يوجد معطف واحد فقط ونحن خمس أخوات، انا الكبيرة  من واجبي أن أترك المعطف لأخواتي حتى لا أشعر بالبرد في قلبي،

اختي العزيزة التي أتت بعدي بسنة فقط ،كانت جميلة جدا ،وساحرة ،ولكنها لا تتحمل البرد ،سريعة البكاء والألم،

عندما نذهب الي المدرسة كنا نتناوب في لباسنا المعطف الشتوي الملون ،أتذكره حتى الآن كنت اتمنى لو اني احتفظت به  وبرائحة طفولتنا .

كان أبي رجلا وسيما جدا وضخما ،عندما يبتسم تضحك في وجهي الحياة ،حتى عندما يغضب أحبه، هو يحب اختي كثيرا لا يضربها ، وانا تعودت على ذلك ،كان يراني كبيرة جدا ،يحملني المسؤولية ، حتى عندما تمطر يجب أن اكون انا المظلة لأخواتي،.

ذات يوم ذهبت الي المدرسة بسروال وردي واسع وكأنني مهرج ،ولكن لم أهتم، ليس ذنبي ان خزانة ملابسنا فارغة

لا شيء فيها، في وسط الحصة طلبت مني المعلمة ان اخرج الي السبورة ،فرحت كنت أظن اني سأكتب الدرس او احل عملية حسابية ،ولكن  طلبت مني المعلمة ان أقف وانظر الي التلاميذ ، وضحكت بأعلى صوتها انظروا الي سونيا ماذا تلبس

وتعالت الضحكات واهتز القسم ضحكا وكأنني مهرج تعيس ،كنت  واقفة بكل قوتي ولم انحن ، قوية جدا وكانت نظرتي حادة، في تلك الحظات تذكرت ابي الذي يشتغل عاملا يوميا في البناء كيف يعود الي البيت   منهكا جدا ولكنه يبتسم ،

كنت قوية بأبي ولا أهتم لأحد.

يتبع