بكاء الجدران

ruins-arabs-spainHoussem Rezgui - حسام رزڨي

لكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان

هي الامور كما شهادتها دول من ساءه زمن سرته ازمان

و هذه الدار لا تبقى لاحد و لا يدوم على حال لها شان

اين ما شاده شداد في ارم و اين ما ساسه في الفرس ساسان

و اين ما حازه قارون من ذهب و اين عاد و شداد و قحطان...

هكذا رثا ابو البقاء في غروب الاندلس

.....

المغرب العربي يرثي الاندلس الشهيدة يبكي في صمت و حسرة

......

ولدت في ارض مستطيلة

رحلت منها الوسيلة و الفضيلة

اين قرطبة اميرة قصر اين غرناطة المستديرة

دنسها الروم و الافرنج سكنها الظلام و الرذيلة

قف للمآذن تتكلم حي قصور الحمراء الكليلة

طوبا لمن زارها و عشقها سحقا لمن خانها و النيلة

ارضنا عرضنا اندلس اسمها يزهر الورد قبل ان يعرف لشبونة الطليلة

قلعة بني سعيد صامدة تردد صوت انهارها الطويلة

ولدت في ارض مستطيلة ...

بيننا و بينك شبر جبل طارق و اشجاره الجميلة

لنا في حدائقك نخل لنا في سماءك زنزبيلة

اين الزهراء و سلسبيلة ؟

اين اسواق اشبيلية اين مآذنها النبيلة


اعيننا لك ناضرة قلوبنا اليك في تهليلة

وطننا المفقود في شلب  انت ارضنا الخليلة

كانت لها الرباط تحرسها تمتد الى تستور التونسية

تطرب لها الاذن تطيب الحياة في جزائرنا الزكية

اين بنو قحطان و مرابط ؟ رحلو و لم نعرف لهم ثنية

نحن احفادك في مغرب في غربة نبكيك بكرة و عشية


بكاء البلدان ليس كبكاء الانسان

بكاء الجدران صامت لا يصدر صوت

اكثر الاشياء التي تثير فزع و ثوران الانسان هو الفقدان .... ان فقد لك شيء و لم يتحرك احساسك و وجدانك فاعلم انك اوشكت على النهاية


حسام رزڨي
بكاء الجدران