Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
امرأة القصيدة
Safe Ben Jday - صفاء بن جدي
قالت له إنها لديها مذكرات..
و أنها تعشق الكتب و الروايات...
و تعشق البحر ..
و تعشق رؤية العصافير في السماء ..
قالت ... أحب الأشعار ..
و كل ما له علاقة بالحب و العشق ..
و تلك الأسرار..
قالت ..إنني فتاة حالمة ..
تستهويني هدية بسيطة ..
كصورة سمكة في الماء ..
أو نجمة في السماء ..
أو وردة جميلة حمراء..
إنني .. فتاة بنظرة أو لمسة...
قد تشعر بالحياء ..
فتغمض عينها و تنسحب
و تنتظر تجديد اللقاء ..
كانت كثيرة الصمت و الهدوء ..
حتى ضن بأنه يسهل ترويضها ..
بمجرد وعود ...
و قد يحتل عرش قلبها ..
دون سلاسل أو قيود ...
ضن بأنه الملك الجبار ..
و ضن بأنه الفارس المغوار ..
الذي سيقتحم جنة قلبها ..
فيلهو و يلعب كما يشاء ..
يدمر أعشاش الطيور ..
يقتلع الزهور ..
يكسر الأغصان ..
ليشعل النار و يقيم مأدبة ..
فقد نجح في غزو قلب الفتاة الحلوم ..
و لكن ما عساه يخطط و يحلم ..
فالصباح قد حل ..
و الشمس أشرقت بنورها المعهود ..
و سيكتشف بأنه ..
ليس الملك الجبار ..
و لا هو الفارس المغوار ..
سيقرأ مذكراتها ..
فيجدها لا تحتوي لا علي الحب
و لا على الأشعار ..
فجميع نصوصها عن نساء ..
كادحات . عاملات...
لا يفهمن لغة الحب ..
بل يسعون نحو الإنجازات ..
فيسألها عن عشقها للكتب ..
و الروايات ..
فتجيبه.. أنها تقرأ عن ..
إمرأة درست و تعلمت ..
و تحدت كل السياسات ...
و هي الآن تشغل أعلى ..
منصب في الدولة ..
و يخشونها العديد من الرجال ..
و ستعلمه بسر عشقها للعصافير في السماء ..
ليس لأن العصافير صغيرة و جميلة ..
و ليس لان السماء واسعة و كبيرة ..
بل لأن للعصفور في قلبها مكانة عظيمة ..
حيث يهرب من أقفاص الحديد ..
ينطلق إلي العالم ..
الجديد ..
البعيد ...
يكره القفص المقفول ..
متحديا المصير المجهول ..
لا خوف و لا رعب ..
فكل ما يطلبه هو الحرية..
عالم بلا حدود ..
فأحس حينها بالانكسار
فالفارس المغوار ..
أكتشف بأنه في مواجهة ..
لبؤة لا يهمها شيئا سوى الانتصار ..
فصمت يستعيد أنفاسه ..
و عاد إلى السؤال ..
و ما سر إذن صمتك و حياءك
أم أنها مجرد أدوار ..
فأجابت..
يبدو أنك لم تفهم بعد بأن ..
الصمت لحظة نقاء .. صفاء ..
الصمت حكمة ..
علاج لداء الثرثرة ..
فالصمت إذن شفاء ..
أما الحياء فذلك سر أنوثتي ..
هو جناح به أطير ..
به أنتشي ..
هو بصمة توضع على وجنتي ..
لتثبت بأنني امرأة ..
لكن لست أي امرأة ..
لست مجرد امرأة ...
بل قصيدة كتبت
بإيقاع مميز ..
على بحر مفتعل ..
منفعل ..
ليشهدها الزمن ..
و أكون تلك المرأة..
امرأة القصيدة
قصيدة كل العصور .
صفاء بن جدي
Website Design Brisbane
Tags: