المزيج أسود
Soufien Ben Mohamed Hedi - سفيان بن محمد هادي
حملت الفرشاة ، مزجت الألوان و لكن المزيج أسود ، تحققت الأمر فإذا المزيج مجددا أسود ، أعدت الكرة مرتين و ثلاث حتى شككت انني صرت آلة تحقيق و لكن اللون لا زال أسود ، رفعت نظارتي ، طالما أعانتني على تمييز الألوان بدقة بعد ذبلت زهور عيني ، و ذهب ضياء لوني ، فأدركت قصور عيني فإلتجأت لإصلاح نظري. أعدت الكرة دون ملل ، فأيقنت أن في الأمر خطب ، لما صار كل شيء أسود ؟
نعم ، دون أيما إنذار فقدت بصري ، فصار الأحمر و الأبيض و الأصفر أسود ، صار كل شيء أسود ، صار نهاري ليلي و معه صارت حياتي بؤسي. تيقنت من موت حلمي ، كيف سأمزج ألوان لوحي؟ كيف سأرسم بعد اليوم حلمي ؟
كيف و كيف سأكتب بعد اليوم حرفي ؟. كيف سأحمل لوحي ؟، و ماذا إن مات حلمي ؟. مات معه رسمي و كان هو حلمي. تمنيت أن أمزج الألوان يوما ، تمنيت رسم الألواح يوما ، حتي رأيت ذاك الحلم يوما ، و لما أفقت أدركت أني لم أحمل فرشاة يوما و لكن هو كان حلمي في حلم و أفقت منه مذعورا بفقدان بصري و أحمد أنه كان حلم. و لكن مستاء كوني مزجت لوني و لكن كان أسود ، فنهضت ككل صباح ، يأرقني حلم كل يوما.حملت محفظتي و توجهت لعملي ، أحلم بتعلم رسما أعبر به عن حلمي.
Website Design Brisbane