ها أنا أتوسد لحافي المهترء و بقية باقية من غطاء يغطي ما تيسر من جسدي النحيل بعد ما كنت مديرة لأحد الشركات الصناعية و مسؤولة عن مضيفات الطيران بقطر و محررة بمجلة "سيدتي"

أنا هي تلك التي أعجبت ذات يوم بلون شعرها الكحلي المائل للحبري و إحداهن تحاول تقليد شكل إبتسامتي و لا تقدر و هذا بديهي لسمايل إصطناعي، أنافق لو قلت لك أني لم أبذر شيكات لأجل طبق بيتزا و دولارات في حذاء ماركة عالمية و ليس لدي متسع للكذب غير أني عشت كما أريد أنا،،، أنا شخص أناني قد أنفق الملاين لحضور حفلة لأحلام و مجموعة دراهم أقدمها لوجه الله يوما بالسنة!!

أنا نفسي لا أفهمني حين أكون متعجرفة و أمسك سيجارة أمام والدي و لا كأني أمسك شيء و هذا الآن يشعرني بالإزدراء من حالي

أنا الشخص الذي شتم الأستاذ و جرح قلب أحدهم و أنا أرسم القهقهات و أصفه بالساذج

أنا هي التي راودت الشيب و الشباب و ترددت على البارات و ذقت الويسكي و الفودكا و حتى الشراب الرخيص!

أنا هي التي لم تبتسم يوما في وجه أحد و لو إبتسمت فيكون ذلك أمام الكاميرا لأنها ستٰنزل صوري على الأنستغرام !

أنا أمجد جدا المظاهر لا أستطيع أن أتعاطف مع ميسوري الحال!!

هكذا أنا من صغري تعلمت أن آكل ما بيدي و لا أتكرم لأحد مما أملك بشيء!

أنا التي دخلت العمل من بابه الكبير في سن غيري كان يجاهد للقمة عيش... و أبي هو السبب

كل الأمور مبنية على دائرة المعارف من كبار البلاد و ساستها و رؤوس مالها!

و كل ما أملك هو المال... مصيبة عويصة أليس كذلك!!؟

أنا التي دق قلبي لشخص واحد ولم أكمل معه بتعلة أني أكثر منه ثروة في يوم ظللنا لمدة ساعات نقيس ما نملك بالهكتار و نحسبها بالمليم! و كنت أستطيع أن أقضيها تغزلا في عينيه الكستنائيتين!

أنا هو نفس الشخص لكن ما تغير هو واحد!!

المال نفذ يا عزيزي!

و لم يتبقى لي شيء غير البقشيش!!