اللّٰه يرحمك
Amel Meniaoui - آمال المنياوي
أمّا عنّي فإنني لا أشبه تلك العائلة التي أنتمي إليها في شيئ... حتّى تفكيري مختلف جدّا ... ربّما لأنني ترعرعت مذ نشأتي بين أحضان جدّتي لهذا السبب أنا أشبهها كثيرا ، أمّ أبي .
كان الأجدر بها أن تكون أمّي لا أمّه فهو لا يشبهها في شيئ ولم يأخذ منها إلاّ القليل القليل ... هوّ يشبه أباه كثيرا _أي جدّي_ في كلّ شيئ. أعتقد أنني أخذت كلّ هذه الطيبة عن جدّتي و الأجدر بي أن أناديها بأمّي لأنني أجدها كلّما إحتجتها خلافا عن تلك التي أنجبتني .
حتى الآن وهي تحت التراب أذهب إليها كثيرا و أناجيها أكثر .. كما أنني أشتم رائحة ملابسها و أجالس صورتها كي أخبرها بكل ما يحدث معي لأنني لا أجد شخصا مثلها أثق فيه كما هيّ فلا أحد له دراية بتلك الخيبات التي مررت بها و لا أحد يعلم حجم الآلام التي وخزت صدري كشوكة سامّة..
لا أحد يرى الطابع الذي تركته كل تلك الآلام محفور داخلي... لا أحد يعلم بما أمّر يوميا ولا كم ساعة أبكي ليلا.. لا أحد يعلم كم ساعة أناجي فيها ربي و أتضرع له .. لا أحد يرى حزني الذي إختبأ وراء ضحكاتي... ذلك الذي حاولت كثييرا كثييرا نسيانه لكنني أفشل في كل مرة .. لا أحد يعلم حجم الصراعات داخلي.. لا أحد يعلم بآمالي و آلامي و طموحاتي... لا أحد يعلم ما يخفيه جوفي غيرها فهي كانت الأنيسة و الرفيقة و السند و الحياة بأكملها.
اللّٰه يرحمك
آمال المنياوي
Website Design Brisbane