Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
حب يشوبه الشك
Manel Abdelwaheb Lakhdar et Youssef Ben Salah - منال عبد الوهاب الأخضر و يوسف بن صالح
تنظر إليه بحب يشوبه الشك... تنظر إليه و هو يدخّن سيجارته في هدوء و تسأل نفسها " لماذا تحبّه و لكنّها لا تثق به... لا تشعر بالأمان معه.. لماذا تُحمل نفسها هذا العبء عبئ الشك و وسواس الخيانة..."
تعاتب نفسها أنّها تفتش جيوبه ,تشمّ رائحته ربّما تسعفها الحواسّ بدليل جريمة ارتكبها ما الذي يجعلها تفيق أطراف الليل تراقب هاتفه !!! هل أصبحت مسكونة بالشكّ ؟
تعاتب نفسها أنّها تفتش جيوبه ,تشمّ رائحته ربّما تسعفها الحواسّ بدليل جريمة ارتكبها ما الذي يجعلها تفيق أطراف الليل تراقب هاتفه !!! هل أصبحت مسكونة بالشكّ ؟
أربكتها حركة رموش عينيه التي ترتفع و تنخفظ في الثانية الواحدة آلاف المرات... و هذا يعني أنه على دراية بالمهمة الإستخباراتية التي إعتادها منها... إعتدلت في جلستها بعد أن طمأنتها حاسة شمّها أنّ البرّ أمان و أن لا عطر دخيل على عطره و أن لا أنثى غيرها إقتربت منه اليوم على الأقل... أخذت تعبث بخصلات شعرها و تفكّر بما تقطع به هذا الصمت الرهيب المقيت المقيم بينهما...إقترحت عليه أن يتقاسما فنجان قهوة مسائية علّ قطراتها السوداء و رائحتها الزكيّة تعدّل دفّة السلام بينهما... أشار لها بالموافقة دون أن ينبس ببنت شفة... هذا ما أثار شكها مجددا...ما الذي يلهيه عنها؟ تراه يفكّر في غيرها؟...
المرأة هذا الكائن النفيس المشحون بالتناقضات هي ليست ضعيفة كما يدّعون فهي رغم كل شيء فهي تتعامل مع كائن يعترف أنّه كتلة من العقد .. إنّه الرجل
وقفت تحركّ ركوة القهوة و بالها مشغول بأكبر مغضلة تقلق راحتها و تحرمها من أن تكون متصالحة مع ذاتها... لطالما ضحكت من مثيلاتها من النساء اللواتي كنّ يحترقن غيرة و شكا... لطالما إدّعت أنّ دائرة الشك و فقدان الثقة في الشريك لن تسحقها... لطالما إدّعت أنّها إستثناء... لكن... ما إن أحبّت حتى وقعت فريسة لنار الغيرة... فقدت ثقتها فيه و في نفسها دون أن يكون هناك ما يدعو فعلا إلى ذلك... أخذت نفسا عميقا داعية أعصابها إلى الإسترخاء... ستحاول أن تتخلّص من شكّها... ليس من أجله فقط بل من أجل علاقتهما و من أجل نفسها بالأساس... سكبت قطرات القهوة بعناية في الفناجين و عادت إليه و هي تُمني نفسها بأمسية خالية من الشك... لكن... ما إن رنّ هاتفه حتى إنقضت عليه ترى من المتّصل... رمقها بنظرة إستنكار... و كأنّه يخبرها بأنّها أصبحت غريبة عنه بتصرفاتها الجنونية... ما الغريب في ذلك و الحال أنّها أضحت غريبة حتى عن نفسها...
تعجّب من تصرّفها لكنه يدرك جيّدا انّها ملاذه و حصنه الأخيرضدّ كل الصّعوبات
انبعث صوت أنثوي من الهاتف "إنها أختك" قالها و هو يرمقها بنظرة معاتبة و تلذّذ بشعورها بالخيبة
ناولها الهاتف و تناول سيجارة و تلذّذ بقهوته...
إستكانت مختبئة وراء الوسادة التي إحتضنتها بكلتا يديها و كأنّها تطلب منها الحماية من نبرة العتاب في صوته... هذا الصراع بين الحب و الغيرة... بين الشك و الثقة... بين المرأة و الرجل صراع تاريخي قديم قدم الإنسان فلماذا تحاول هي أن تلغي وجوده؟...
لماذا لا تذيب جبل الجليد هذا ؟؟ تأجج العواطف و التهابها من شأنه أن يكسر كل هذه الحواجز عليها أن تكون مبدعة في مجالها فالفتور الذي تسرّب لابدّ له أن يتبدّد و بدأت تبحث داخل مكنونها و تطلب من قريحتها و دهاء المرأة المتأصّل في شخصيّتها ان يسعفاها ...
أخذت حاسوبها و قررّت أن تترجم آهاتها... هواجسها... مكنونها الذي لا ذلّ فيه في شكل خطاطة أوليّة لنص جديد ربمّا تستعيد شيئا من ثقتها في نفسها و تجبر الشك على شد رحاله بعيدا عن بيتها... ربّما... رفعت نظرها نحوه فوجدته ينظر إليها مبتسما و كأنّه يشجعها على ما قرّرته...
اعجبه منها هذا الاهتمام وأحسّ بما تشعر به من بحث عن الخلاص فهذا أسلوب من يريد المحافظة على سلامة العشّ من العواصف و قرّر بدوره ان يساندها برسالة نصيّة ربما تترجم أحاسيسه و مضى إلى غرفته
وصلتها منه رسالة حاول أن يضمّنها معاني الصدق وعاودها الشّعور بالانوثة فعدلت عن الكتابة بل أجلتها إلى حين فرغم تضارب عواطفهما لابدّ أن تعود السكينة إليهما و انطلقت وراءه لا تلوي على شيء ... ربّما ستنتهي رحلتها مع الشك إذا عادا بحبّهما إلى لحظة ولادته... ربّما...
منال عبد الوهاب الأخضر و يوسف بن صالح
المرأة هذا الكائن النفيس المشحون بالتناقضات هي ليست ضعيفة كما يدّعون فهي رغم كل شيء فهي تتعامل مع كائن يعترف أنّه كتلة من العقد .. إنّه الرجل
وقفت تحركّ ركوة القهوة و بالها مشغول بأكبر مغضلة تقلق راحتها و تحرمها من أن تكون متصالحة مع ذاتها... لطالما ضحكت من مثيلاتها من النساء اللواتي كنّ يحترقن غيرة و شكا... لطالما إدّعت أنّ دائرة الشك و فقدان الثقة في الشريك لن تسحقها... لطالما إدّعت أنّها إستثناء... لكن... ما إن أحبّت حتى وقعت فريسة لنار الغيرة... فقدت ثقتها فيه و في نفسها دون أن يكون هناك ما يدعو فعلا إلى ذلك... أخذت نفسا عميقا داعية أعصابها إلى الإسترخاء... ستحاول أن تتخلّص من شكّها... ليس من أجله فقط بل من أجل علاقتهما و من أجل نفسها بالأساس... سكبت قطرات القهوة بعناية في الفناجين و عادت إليه و هي تُمني نفسها بأمسية خالية من الشك... لكن... ما إن رنّ هاتفه حتى إنقضت عليه ترى من المتّصل... رمقها بنظرة إستنكار... و كأنّه يخبرها بأنّها أصبحت غريبة عنه بتصرفاتها الجنونية... ما الغريب في ذلك و الحال أنّها أضحت غريبة حتى عن نفسها...
تعجّب من تصرّفها لكنه يدرك جيّدا انّها ملاذه و حصنه الأخيرضدّ كل الصّعوبات
انبعث صوت أنثوي من الهاتف "إنها أختك" قالها و هو يرمقها بنظرة معاتبة و تلذّذ بشعورها بالخيبة
ناولها الهاتف و تناول سيجارة و تلذّذ بقهوته...
إستكانت مختبئة وراء الوسادة التي إحتضنتها بكلتا يديها و كأنّها تطلب منها الحماية من نبرة العتاب في صوته... هذا الصراع بين الحب و الغيرة... بين الشك و الثقة... بين المرأة و الرجل صراع تاريخي قديم قدم الإنسان فلماذا تحاول هي أن تلغي وجوده؟...
لماذا لا تذيب جبل الجليد هذا ؟؟ تأجج العواطف و التهابها من شأنه أن يكسر كل هذه الحواجز عليها أن تكون مبدعة في مجالها فالفتور الذي تسرّب لابدّ له أن يتبدّد و بدأت تبحث داخل مكنونها و تطلب من قريحتها و دهاء المرأة المتأصّل في شخصيّتها ان يسعفاها ...
أخذت حاسوبها و قررّت أن تترجم آهاتها... هواجسها... مكنونها الذي لا ذلّ فيه في شكل خطاطة أوليّة لنص جديد ربمّا تستعيد شيئا من ثقتها في نفسها و تجبر الشك على شد رحاله بعيدا عن بيتها... ربّما... رفعت نظرها نحوه فوجدته ينظر إليها مبتسما و كأنّه يشجعها على ما قرّرته...
اعجبه منها هذا الاهتمام وأحسّ بما تشعر به من بحث عن الخلاص فهذا أسلوب من يريد المحافظة على سلامة العشّ من العواصف و قرّر بدوره ان يساندها برسالة نصيّة ربما تترجم أحاسيسه و مضى إلى غرفته
وصلتها منه رسالة حاول أن يضمّنها معاني الصدق وعاودها الشّعور بالانوثة فعدلت عن الكتابة بل أجلتها إلى حين فرغم تضارب عواطفهما لابدّ أن تعود السكينة إليهما و انطلقت وراءه لا تلوي على شيء ... ربّما ستنتهي رحلتها مع الشك إذا عادا بحبّهما إلى لحظة ولادته... ربّما...
منال عبد الوهاب الأخضر و يوسف بن صالح
Website Design Brisbane