في حقيقة الأمر، و في حقيقة الواقع، شيء ما في حفلات رأس السَنة يثير النَفور و الإشمئزاز، حيث يتظاهر فيها معظم النَاس بتوديع سنة و إستقبال أخرى بكلَ ما أوتوا من قدرة جبَارة على التَفاؤل الكاذب و تصديق الأوهام الزَائفة، دون نسيان ما يترتَب عن هذه الاحتفالات من نفاق إجتماعي يطغى على شلَة المحتفلين،

إذ يتظاهر البعض باللَطف و المحبَة و كيل التَمنَيات الجزاف بالخير للجميع، و يأخذ البعض الآخر في التَكلَف و تصنَع التَفاهم و السَعادة و الرَضا، ولكن، لا يعلم في القلوب إلاَ خالقها ... إنَها مجرَد محاولة بائسة و يائسة لتعليق جملة من الأماني على شجرة الأحلام الَتي شارفت على السَقوط من ثقل الأماني الَتي عُلَِقت عى أغصانها طيلة السَنوات الفارطة و لم تتحقَق بعد ... و قد لا تتحقَق أبدا ... و يطويها النَسيان ... ثمَ نعود لتذكَرها ثانية بحسرة، بألم، بأمل يائس مظطرب كئيب ... و رغم ذلك، نقول كما يقول الجميع، و نتمنَى كما يتمنَى الجميع، عاما جديد، عاما سعيدا

لماذا تبدو جزيرتي المثاليَة بعيدة

أيَة سفينة يجب أن تبحر بي لأبلغ نهاية القصيدة

أيَ مركب سيأخذني حيث ترسو أحلامي السَعيدة

ربَما عليَ أن لا أنتظر المراكب العاديَة الشّريدة

إنَي لا أراني ...

فأين أنا ؟

أعتقد أنَي أهوِي... و أهذِي ...

و أفقدُ ألحان الأغاني...