و كي نقلّك اللي هاذي آخر مرّة بش نكتب فيها.. آخر حرف بش  يتكتب عالورقة بش يتكتب اليوم .. و آخر قطرة حبار بش تهبط مالستيلو بش تهبط توّا .. الكتيبة اللي نتنفس بيها , الحاجة اللي كيف تضيق بيا الدنيا .. اللي كيف تخونني كلماتي .. نمشيلها نجري و نترمى في حضنها نبكيلها و نشكيلها و تسمعني .. بش نخلّيها .. بش نهرب عليها و ندوّر وجهي و بعيد عليّا ننفيها .. على خاترني نجمت نعملهم الكلّ إلاّ اني نكتب عليك .. لقيت الحروف ما تهزكّش و أُسطرة كتيبة ما تنجمش تعطيك حقّك .. و إلاّ تحكي عليك .. آخر مرّة بش نحكي .. بش نفرّغ قلبي بصحّة رقعة و نقلّك خلّيني نحبّك .. خلّيني نسكنك و عليك ما تبعّدنيش ..

لا حاجتي بيك و لا حاجتي تكون حلالي .. لأوّل مرّة نحبّ نتجرّد من كوني انسان و نسكن بدنك  .. نفوت سماهم أبعاد الدنيا و ننصهرو مع بعضنا .. يولّي دمّي يمشي في عروقك و عروقك تبان على جلدي .. يولّي ليلنا نهار و نهارنا ليل .. دنيتنا لينا وحدنا مش لغيرنا .. خليّني نتنفّس هواك و نعبث بسماك .. خليّني نبكي بدموعك و نشعّل شموعك و نحكم في مشيتك و رجوعك .. خلّيني نثبّت فيك .. بالك اليوم آخر نهار نراك .. خلّيني نشبع بسماك و لعلّ بشوفتك نحيا و نعيش معاك .. نحبك تحكي و تزيد تحكي و أنا نسمع ..خلّيني نتمتّع بسنفونيّة صوتك و نحفظ لهجتك و حروفك كيفاش تخرّجها .. خليني نحبّك و نحب ضحكتك و نكتب بيها ألف حكاية .. نسرقك من روحك و فيّا نخبّيك .. خلّيني نكون هواك اللي تعيش بيه .. سرّك اللي من بلاصة لبلاصة تخبّي فيه .. خلّيني نعيش بيك و ليك ..

هات همومك نحرقهم في قلبي .. و ايجا نوشملك فرحتي علی جلدك و نزيد نزهيلك الدنيا بكلمتك .. ايجا نصنعلك مالغبار شراره تقويك .. و نهبطلك مالسماء غيمه اطيرك و تنجيك .. نكتبلك بدمي سطور طويله و نزيدها نقشه مزيانه .. و نكبش في يديك كالميمه الخرنانه ..

و الا نقلك .. ايجا و اش عليك .. كان وحلت بش انسيك في همومك هام عينيا يبكيو مع عينيك .. نعبيو منهم بحيره صغيره .. نعومو و نتبحبحو فيها و نغرقو فيها بكانا و نخرجو لباس علينا .. نكتبلك علی كل كعيبه رمل نكته و نخليلك ورا كل ضحكه سكته .. تنسيك في اللي وراك و اللي قدامك .. مش تحب تنسی ? ,, ايجا حط راسك علی كتفي و عدي تخمامك لمخي .. مالا انا علاش لنا .. ايجا نحكيلك حاجات مش بش يصيرو ..

يامّي صحيح فقيرة اما ما نرضى لحد يقزّمني ; لا على حالتي يحقرني و لا في حقّي ياكلني .. يامّي راهي غزرتهم تحرقني , كلمتهم في ظهري تدغرني ... في بالك ما تحرّكتش ؟

نلوّج على خدمة يهزّني و يحطّني و يقلّي شنوّة مستواك ؟ متخرّجة ؟ ايه متخرّجة اما مالرابعة ابتدائي سيدي .. كيفاش تحبني نقرا و انا كيف امي تبيع دواها وقتها كتبتي نشري , كيفاش تحبني نوصل و انا الخربة اللي عايشة فيها تقطر و الماء على دبشي يجري ..

علّمتني يامّي نحب بلادي قبلك انتي , علّمتني نحارب عليها , نبيع ما نملك و شويّا فيها , سمعت كلامك و العلم الفوق هزيت و بصوتي غنّيت , قلت حماة الحمى و الدرابو حيّيت , كنت صغيرة و ماندري , قلت غدوة نوصل حتى لو كان عييت , الدنيا يا ميمتي غابة  و كيف ذيوبتها ما ريت,  يرحمك بعت دواك باش كتبتي انا شريت , و حد ماهو بيا داري كيف انا للّي ما يسوى ايديا مدّيت ..

مش ذنبك جبتني بنية وحدة منغير خو اما ذنب بلادي اللي تحاسب اليتيم و الزوالي و تسيب اللي بكراهبو يصول و يجول .. وحدي نعرف ربي ما ينساني اما حتى البو اللي قعدلي بعدك عرّس و مالدار نفاني , عايشة في خربة لا كساء , لا غطاء , لا ضوء و لا ماء .. في الصيف نفيق كيف تبان الشمس في السماء و في البرد كان غفيت نقوم كي تصبّ عليا الشتاء .. ناكل مرّة في النهار لا نعرف لا فطور صباح و لا عشاء , ساعات يجيبولي العباد و ساعات زادة لا .. لاني نحيّر فيك يامّي و لاني نزيد على بلاك بلاء , انتي في قبرك مش بيدك اما نلوم عاللّي مالحكومة زاروني و قالولي تهنّا اليوم عيدك , تنسى الهم و الشقاء و احنا ناخذو بيدك .. ضحكة الافّام على لبستي تقهرني , غزرة الغير لحالتي تحيّرني ..

الليل بدا يليّل و في خيالك بديت نتخيّل , دنيا ظلامت و كساد الّليل و الدموع بدات تتميّل على رموش العين ; هاو بدا الليل يحيّر و في رموش عينيك نعشق و نتخيّل ; مش قتلي بش تجيني تمسحلي دموع عينيّا , شبيك بطيت ؟

خايفة لا تجيني و بهمومي نبكّيك و آنا الطفلة الّلي تحمّلت السكات و على خاطرك بلعت السكاكن بالدّمومات ; نخاف تجيني و ما نلقى ما نحكيلك نخاف تجيني و ننسى نرويلك ليلك , قدّاش منّي آنا ! و قدّاش حاسبة روحي قويّة قدّام العباد ! وينك توحّشتك راني ; توحشتك و توحشت كل شيء فيك,  توحشتك يا انتي ! فما نار في قلبي تشعل بالسكات , لا تطفيها التنهيدة و لا الدمعات ; فما برشااا وحش و كلام برشا وجيعة,  برشا عذاب و ليعة ,,