Ezzedine Choiya - عزالدين شوية
أتسكّع وحدي تحت المطر أعانق غيمة و أصافح أخرى، أمشي معتدلا خوف السقوط حتى تعثر قلبي أمامها. من شدة حرصي نسيت من أكون و كيف يجب أن أكون في ذلك الموقف! حُلوةٌ، تقابلت أعيُنُنا دون سابقِ إنذار. تلك اللّحظة التي هيّئها القدر لمّا تُهت مع شعرها الأسود، كانت قطرات المطر تغازله و تتسلّل بين الخصلات. مُسرعةٌ تعبُر الشارع أمام منزِلهم، كلُّ ملامسة لجسدها مع المطر كانت ملحمة. وأنا الذي كنت متشوّقا أن أعثر عليها، ها أنا ذا بلا حراك! أردت أن أُعيرها مطريّتي إلّا أنّني كنت تائهًا حينها و نسيت أمرها. تمنيّت لو أعرتها نفسي و دثّرتها في تلك الثواني لأندمج مع جمال تفاصيلها و تُباركنا الأمطار، أن أكون لها دفئًا و أُسكنها بين ضلوعي فإذا سألتْ عنها غيمةٌ وجدَتْها محتميّة بداخلي. بحثت عن قلبي فوجدته عندها و عقلي أيضا تمرّد و انضم إليها. صرتُ جسدًا بلا حواسّ، حائرا من يكون و ما الحلّ، و كيف السبيل إلى الخلاص!