أتساءل دوما لم أكره البحر؟

هل أخافه ؟

يقال دوما أن الناس يخافون الاشياء لمجرد حصول ذكرى سيّئة معها .. لكن لا املك ذكريات كبيرة او مزعزعة مع البحر ، منذ ايام طفولتي ، قررت ان ابتعد عنه شيئا فشيئاً

ربما يكون البحر عدوي ، يسعى دوما لاغراء لاجئاته ، استقطابهنّ ، بجوّ رومنسيّ ، بهدوء و تموّجات صغيرة كبسمات دافئة ...

- من اليوم ارجوك ، احذف رقمي من هاتفك ، و امحِ جميع صوري ان مازلت تحتفظ بها

- لم ؟

- عدت شاكيا طول الفراق ، عدت نادما على معاملتك لي ، نادما على كل الأوجاع التي سببتها لي ، لم تخنني ، هذا أكيد ، لكن جرح الكرامة دوما اعظم و اعمق ، لم تخنني ، لكنك تتجاهل حضوري دوما ... و ها قد عدت ، لتعود لذات السلوك ..

نحن من صنعنا الارهاب ، نحن من مهّدنا انطلاقته و سمحنا له بايجاد الارضية  المناسبة ، ف"إسلامنا" ارهابيّ ..

اول كلمة يتعلّمها طفل السنتين ، ليست المحبة او التسامح ، بل تلك الكلمة المفتاح للارهاب "حرام"

ان سأل الطفل عن معنى هذه الكلمة ، يأتيه التفسير مزوّقا بمعجم النار و الحرق و العقاب الشديد ..

ان سأل الطفل ، "لم الشتم حرام؟" لن يجيب الاب اننا عندما نشتم احدهم سنجرحه و نؤذيه ، بل سيجيب "حرام لأن الله سيحرقنا بالنار..."

افتح كل مرة كتابا جديدا ، رواية، قصة ، اشعار ... الاحداث تتغير غير ان قصتي معك لم تتغير ...

ظلّت طويلا على ذلك النحو المميت ، ذلك التكرار المقيت ، فقررت الرحيل...

كنت في كل مرة تعود حاملا حقائب الخذلان ، من النسوة اللاتي عرفت في غيابي ، اسامحك و احنو عليك، لكنّك لم تتوانا  يوما عن التنكيل بذلك القلب الذي هواك ، فقتلت كل حس به ، الى ان صار مضخة دماء باردة .

Eya Ben Gh'nia - آية بن غنية

اعتذرت من نذير ، لاتزال في نوبة من الغضب لا تسمح لها بقضاء ليلة معه ... هكذا هي ايلين ، لا تقدر على السيطرة على نفسها ، هي بركان ان ثارت ، تغمر نيرانها الكل ، لذلك أصبحت تحاول الابتعاد عن الجميع في حالات غضبها ... رفض نذير أن يعود أدراجه ، أراد فقط أن يشم عطرها ، أن يحس بالدفء الذي افتقده ، اتكئ على كتفها و قضى الليلة يحكي لها ، قصصا لا تذكرها ، كانت شاردة الذهن تخمن ...

"انا تلك الفتاة التي عانت طويلا ... احبت و فرحت، بكت ، خالت باب الأمل قد فتح ... لكنها خسرت ، خسرت الكثير ، خسرت حبا ، دفعت ثمن الوفاء دموعا ، ازدادت قوة لتدخل تجربت كهاته التجربة ، لكنها الآن ترى النهاية ، قريبة كانت او بعيدة ، فهي تراها .... ستخسر يوما من جديد ، كل مالها ، فاما ان تخسر نذير و تواصل طريق الاحلام ، ام ان تخسر بعد سنوات كل حياتها ، سيهجرها نذير ، و تهجرها الجماهير ، و يهجرها جمالها ، الى ان تهجر روحها جسدها ....  "