هديّة متواضعة لصديقتي السّمراء
Wissem Awadi - وسام عوّادي
معزوفة لفنّان إيرانيّ يدعى "أرميك" ترسم في بالي صورة تبكيني
صورة صديقتي السّمراء..جالسة معي في المقهى تتناول مشروبها الغازيّ وتدحّن معي من علبة سجائر وطنيّة
نتحدّث في كلّ شيء دونما أيّ تحفّظ
ولا خوف فهي الأنثى الحقيقيّة
أنثى لا تنتظر منّي شيئا غير أن أكلّمها
هي رغم قامتها القصيرة وجسدها الضّئيل مثال للمرأة الكاملة البريئة الحنون
أحنّ بشدّة لصوتها وحديثها وصفائها ونقائها ،وأتساءل كلّ يوم عن أحوالها وأخبارها
وأنتظر كلّ صباح أن أشرب قهوتي برفقتها أو حتّى أقرأ لها قصيدة جديدة...
فقد كانت في ليالي وحدتي تعوّض جميع النّساء وتنسيني بأمرّ هزائمي وتشعرني بأنّي أعظم العظماء
ربّما لم تنصفها الدّنيا ولم أستطع أن أستردّ لها حقّها من أبيها اللّذي –بحسن نيّة - جعلها تنقم عليه وعلى جميع الآباء في العالم
ولم أستطع اغتيال ذلك الوغد اللّذي استغلّ ضعفها وثقتها به ليمكّن نفسه منها
ولم أستطع حتّى سرقة بطاقة تعريفها الوطنيّة اللّي تركتها بعد أن فرّت من منزلها
و أنا رغم ادّعائي بفهم جميع النّساء ،لم أستطع فهم ما يتعبها
المال - رغم جوعها وعدم قدرتها على شراء السّجائر –لا يعنيها
الحبّ والحنان و الموسيقى هما كلّ ما تريد
أنا يا صديقتي أبكي ربّما لشوقي ورغبتي في أن أدخّن سجائر "pine " معك
أو ربّما أبكي لعجزي التّامّ على رسم ابتسامة على وجهك تستحقّينها أنت أكثر من غيرك..
أنا عاجز حتّى على أن أقف كتمثال بجانبك ،فأقبلي منّي أرجوك دموعي وقصيدتي كهديّة متواضعة
واعذريني ان لم قصّرت في مدحك فانت أعلى من أن يمدحك مبتدأ مثلي
وسام عوّادي
Website Design Brisbane