نفس المحطة
Cyrine Ch. - سيرين ش.
جلست هناك تنتظر في الرتل الخفيف..
جلست في نفس المقعد، نفس المكان ونفس الديكور..
جلست وأمامها زجاجات لوحات الإعلانات المكسرة، وتحتها مقعد يترنح مع كل حركة..
نفس الوجوه والملامح والحكايات، نفس المعاناة اليومية والروائح والنظرات، نفس العقلية والتحرش والذئاب..
حتى صوت سائق المترو هو نفسه، نفس الرنة التي تقول "برشلونة" أو "تونس البحرية".. بل وحتى العاملين في "الشحاتة" لم يتغيروا..
سبع سنوات منذ دخولها للجامعة والأحلام ترافقها..
سبع سنوات وهاهي اليوم جالسة فوق نفس كرسي المحطة، وحتى كرسي المحطة أحيانا يفتك منها، أو يزاحموها عليه..
نفس الفتاة جالسة فوق المقعد ولكن بشعر أطول وابتسامة أخفت وعبء أثقل. .
نفس الفتاة مع قلب مهموم اكثر وعقل يفكر في مستقبل غامض وحاضر لم يتغير عن ماض صار يخنقها.. فحتى وهي تكتب في هاته الاسطر لتنفس عن نفسها، خنقتها نظرات الجالسين
حولها يحاولون استراق النظر لكراسها وسرقة اسطرها وكشف أسرارها..
نفس الفتاة تشبه الكثيرين من الشباب
نفس الفتاة تمثل الأحلام المتحطمة
نفس الفتاة، نفس المحطة، نفس البلاد،
مع شهادة علمية وواقع أسوأ...
س.ش التونسية
Website Design Brisbane