نافذة مغلقة
Marwa Mhedhbi - مروى مهذبي
نافذة مغلقة تكسوها ستائر بلون الليل..فنجان قهوة على حافة مكتب ملأته أوراق الذاكرة..كتاب مفتوح تركته في احضانها...و نامت
صوت يأتي من خارج غرفة الظلام كما أسمتها أمها :' سارة هيا انهضي انها التاسعة
دخلت الغرفة..ازاحت الستائر و فتحت النافذة 'كم تحب هذه الفتاة الظلام...هيا انهضي..أنا ذاهبة للسوق أتريدين شيئا'
لا...دعيني فقط أنام لم انم طوال الليل
و كالعادة شربتي قرصا منوم
لم يعد ينفع
أتنوين قتلي ام ماذا؟ !!!
كفى يا امي ارجوك...ها نهضت ماذا عليّ ان افعل الان
انهضي يا ابنتي ابتعدي عن هذا الظلام...لما لا تخرجي مع اصدقائك
حسنا سافعل
لا فائدة منك...حسنا انا ذاهبة لا تريدين شيئا
فقط سلامتك
نهضت بتكاسل...كالعادة لا تفتح عينيها الاّ بكوب قهوة بمرارة أيامها..رنّ الهاتف 'الو من؟'
أ نسيت صوتي؟
غير معقول..هالة !!!انت و لما كان هاتفك مغلق...انا غاضبة منك
لا تغضبي انا امام بيتك هيا افتحي
ركضت كطفلة لفتح الباب..'اشتقت اليك'
انا اكثر...انا تقولي لي تفضلي ام ماذا
كفي عن هذا الهراء هيا ادخلي...قولي لي ما اخبارك كيف العمل و كيف هو سرحان
كل شيء بخير طمنيني انت كيف حالك
مثلما تركتني لا شيء تغيّر
هل اتصل؟
لم أعد أفكر بهذا الأمر و ارجوك غيري الموضوع
حسنا..أتريدين الخروج هيا سأريك مكانا جديد
لا أريد دعينا هنا...حددت موعد الزواج؟
سرحان يريد في اخر هذه السنة
و انت؟
لا أعرف..لست مستعدة
؟؟؟
خائفة أن أكسب حلم مقابل خسارة باقي الاحلام
سرحان واعي و سيفهمك لا تخافي
انسي..قولي انت ما جديدك
لا شيء
سارة...متى ستنتهي هذه العزلة...تفاءلي ستفرج باذن الله...ادرك انك مؤمنة
المؤمن انسان يا هالة ترهقه السنوات..و ترهقه خيبات الواقع..و تعييه الصرخات الصامتة
اعرف و لكن تحلي بالصبر
ابتسمت سارة ابتسامة مغتصبة..'هيا لنحضر القهوة'
سارة هل اتصل؟
ملعقة سكر كالعادة؟
أجل...و لا تغيري الموضوع أجيبيني
لم يتصل..و لن يتصل كفي عن اثارة هذا الموضوع..أفكر الأن في ما أهم
ماذا أخبريني
لم اعد احتمل البقاء هنا...اريد الرحيل
الى اين
ايّ مكان لا يعرفني فيه أحد
هذا هروب..لم لا تواجهي كعادتك
بضحكة استهزاء ''اواجه من؟ تعبت لم تعد لي طاقة تحمل
بقلم مروى مهذبي
Website Design Brisbane