منذ البدء...كانت النهاية : هـو .. هـي
سنيا قرّام الجديدي - Sonia Garram Jedidi
هــــــو
ها أنا من جديد تطرحني اسئلة لا نهاية لها و أراك ولا أراك واسمعك ولا أسمعك وحده قلبي بقي على العهد ووحدي بقيت أعيد كتابة قصّتنا على منوال قصص الحب القديمة.
أي قصّة سأكتب؟ هل ستكتبني الكلمات أم سأكتبها؟ هل أستطيع أن أصفك بكل تجرّد وموضوعيّة وحياد كالطبيب الذي يشخص علل الآخرين؟
يا من كنت وستظلين "شكّي وحيرتي" على رأي محمود المسعودي يا من كنت شيطاني وخطيئتي وزلّتي وغلطتي. يا من كنت غفراني وجنّتي ونعيمي ورفيقتي إلى الله. يا من كنت كل حياتي وبعضا من حياتي. يا من كنت دنيتي وأصبحت آخرتي يا ويا ويا...من أنّى لي ان أكتبك وأكتب عنك وأكتب بك.
أتذكّرك كما رأيتك أوّل مرّة، أتذكر عطرك، لون ثوبك، ربطة شعرك، هاتفك، أتذكرك طيفا وروحا وجسدا، أتذكر الكلمة الأولى واللمسة والأولى والقبلة الأولى وخطيئتنا الأولى. أتذكر كلماتك، أفكارك، صمتك، خوفك، إيمانك فأي امرأة كنت؟ بمقاييس خرافيّة للألم وللحب، بكلمات وأسئلة لا أجوبة عندي لها، بشخصية فريدة من نوعها هكذا انت دائما أحس بعجز كلماتي عنك وبعجزي منك فأي امرأة أحببت؟
انظر إلى البحر أمامي، يهزني الموج بعيدا ويتصاعد دخان السجائر حلقات بيضاء فوق رأسي. تتصاعد أفكاري حلقات مع الدخان يتحول جسدي إلى دخان يسافر بعيدا يركب أمواج البحر العاتية ويذهب إليك. أنت امرأة ككل المدن ذات الطرقات المتشابكة تظن ان كل الطرق فيها تؤدي إلى البحر فإذا بكل الطرق تؤدي لخيبتي معك. جرّبت معك الكفر والإيمان الفضيلة والرذيلة الشك واليقين ولم أستطع استئصالك من بين ضلوعي، فبقيت كشوكة سامة تقتلني ببطئ. فهل ننسى حقّا؟ وأي حب هذا الذي يجري مجري الدم وأي حب هذا الذي يحول جنّتك جحيما وجحيمك جنّة؟ فقط هو حبك بل كان حبّك بل لازال حبّك.
ألقي الكتاب من يدي، يشتد حقدي على أبطاله، أغبطهم لأنهم كائنات من ورق، يحبون ويكرهون في الكتب والأفلام والمسارح وانا أي رجل انا؟ أنا أيضا أحببتك وأردت أن أكرهك ومن أجلك انتصرت للشعراء والكتاب والدراويش والمعدمين. ومن اجلك أيضا أردت ان أكتب عنّا فأقرئيني سيدتي كما قرأتني دائما، اقرأيني بقلبك وعقلك وروحك اقرأي قصّتنا.
هـــــي
أخيرا أتيت بعد ان ذبت شوقا إليك، أخيرا أتيت وكان يجب علي أن أترك لهفتي جانبا وشوقي جانبا وأسئلك "أسئلة غبيّة" لا علاقة لها يأحوال قلبي. ها أنت هنا أخيرا عيناك تلمعان ببريق خفي وتعلوك ابتسامة خفيفة تهز أوتار القلب فينتفض عشقا وولها ويناديك أن تعالى إلي فقد تآ كلني الشوق إليك.
أتيت أخيرا، فأشرقت سماء الحب نورا، رقص القلب طربا، طارت الروح إليك عشقا.
- وسألتك كيف حالك ؟ وقال قلبي في صمت كيف حالك دوني؟
- كيف صحتك؟ وسألك قلبي كيف صحة قلبك؟
- هل قمت بتحضير اجتماعك؟
- وصرخ القلب هل اشتقتني؟ هل تحبني؟ هل ذكرتني؟ هل شفيت منّي؟
أسئلة كان يصرخها قلبي ولا يقولها لساني. آه لو تعرف ما وددت أن أقول لك، وددت لو قلت لك كم أحبك، كم اشتقتك، وددت لو حضنتك، لو قبلتك بكل حرارة شوقي، بكل الحب الذي أحمله لك، بكل نبضة قلب في، بكل لحظة ألم دونك، ولكنني لم أفعل شيئا. ابتسمت ببلاهة ورحت أردد اسئلة يرفضها قلبي ويقولها لساني.
أتيت أخيرا، بعد أن كدت اموت دونك وهل أستطيع أن أعيش دونك ؟ هل؟ كم كانت الحياة بلا طعم ولا رائحة دونك حتى البحر أصبح عاديا بلا غموض ولا سفر. من أنت يا رجلا يغير شكل عالمي، يغير تضاريسي، خارطة قلبي. يا رجلا يغير مقاييس الأرض والسماء، يشكلني على مزاجه، يا رجلا حولني للست أدري ماذا فقط بكلماته. اي رجل أنت تصنع من رماد كرة لهب. وتخلق من حطام عاصفة عشق. أي رجل أنت ؟ رجل رمى بي للجنون والكتب والشعر ولقلق الخلق، رجل كالموت والقدر يسافر بك حيث لا تدري وربما أدري يسافر بي في البحر ومع البحر يحملني بعيدا.
ها انت هنا حاضر غائب ضمير مستتر تقديره الألم والوجع. ها انت بعد الفراق تلبس حزنك وتضع وجعي في دخان سجائرك الفاخر وإنّي أحبّك وإنّي تركتك فأقرأ لتعرف من انا ومن انت، اقرا إنّها قصّتنا.
بقلم سنيا قرّام الجديدي
Website Design Brisbane