Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

من أنــــــــــــــــــــــــــــــت؟

crazy-girl-loveHouda Mohamed Mehdi - هدى محمد مهدي

قيل لي من أنت؟

أجبت أنا إنسان

أعيد السؤال ثانية وثالثة من أنت؟

قلت : أنا إنسان

قال: ألا تستحي أيتها الفتاة الحمقاء

أجبت بابتسام انأ اسمي كذا وكذا

تأفف قليلا وقال من أي معدن هذه الفتاة؟ أرهقتني بقلة الآداب.

قلت و الابتسامة تنير وجهي من معدن الإنسان ومن طين وصلصال و هذا صنع الرحمان

عجبا ثم عجبا من هذه الفتاة الشقية.

سألني ماهو لقبك نسبك و من أي البلاد أنت؟

أجبت بابتسام  لقبي انس و قلبي به الرحمة للإنسان و اعشق الحب والسلام

لا تثيري جنوني أيتها الشقية

ضحكت وقلت له ليس لي انساب و لكن لقبي كذا وانتسب إلى بني الإنسان

قال: عجبا ثم عجبا من هذه الفتاة

سئل مرة أخرى وهو  دائما السؤال

في أي  منصب تشتغلين؟

قلت لا اعمل و منصبي الإنسان عامر الأكوان

لا تثيري جنوني آيتها الفتاة

هو يسأل وزوجته بقربه قالت له بالهدوء إنها جميلة و الجميع يعلم أنها  طفلة ذكية و ربة بيت ممتازة و ذات علم ووقار يمكن أن تنفعنا في يوم ما و تكون زوجة لابننا

سكت برهة و قال: حسنا

ثم قال لي:

يا ابنتي أنت جميلة ذات قوام رشيق طول فارع ووجه جميل ولن تجدي أحسن من ابننا مبروك فهو ثري ومن الأعيان المعروفة في السوق.

قلت يا سيدي أنا لست سيارة في ومضة اشهارية لتسويق

قالت زوجته: أنت يا ابنتي ربة بيت ممتازة و أخلاقك عالية و صنع يداك لذيذ  و ستكونين خليفتي في البيت

قلت :يا سيدتي أنا لست بماكينة تنظيف و لست من هواة العبيد

سكتت في بهتان ثم قالت يا ابنتي آنت  متعلمة و مثقفة  و ابني  لديه الكثير من المال و سيغنيك عن الشغل و العمل و اكتفي بالبيت.

قلت يا سيدتي: انأ لم اخلق لأكن عبئ على احد و لست من الخدم و لا من هواة العبيد فزمن الرق والعبيد قد اندثر

قال الزوج لزوجته: لا تكترثي لأمرها سنرى ولي أمرها و سنقرر نحن معه القرار ونجبرها على الزواج
قلت له: انا ولي الله و الزواج اختيار و ليس لعب عجائز  أصابهم الزهايمر في هذا الزمان
قال: عجبا ثم عجبا من هذه الفتاة

سنرى مع والدك و له القرار

قلت: و الآباء لا يجبروا بناتهن على البغاء ولا يرثوهن غصبا حبا في المال

قال: من أي طينة أنت أيتها الشقية؟

قلت : أنا من طينة الإنسان

قال: أتخالين نفسك ملاك؟

قلت: حشى الله الملائكة من نور و أنا إنسان من صلصال أخطئ وأصيب و لكن احتكم إلى أوامر الله

قال لزوجته لا فائدة من الحوار مع هذه المجنونة الشقية،  سنجعلها نسيا منسيا و نقهرها بكل الطرق حتى تستجيب لأمرنا

قلت: معي الله وهو الأمان من غدر الإنسان الشبيه بالحيوان
لم أكن أتصور ان الإنسان تصل به درجة الحقد و الحسد إلى إيذاء الأخر و بل إلى ايذلاله حد الموت  . نعم هذه طينة بعض من بني الإنسان...... بل لم يكتفوا بالتعذيب  وهم وراء الستار
مختبئين ويدعون العفة والوقار و الإعانة  وقت الأزمات.....

ومن اشد البلاء  يرسلو الهدايا  يمكن أن تعطف عليهم القلوب لتنفيذ غايتهم الخبيثة في استعباد و استغلال الإنسان كالعبيد

قلت و ه هداياكم مردودة عليكم و لا حاجة لي بالمال و الهدايا و بعملي اشتري كل شيئا و بيدي اصنع ما يلذ لي

قال: هذه الفتاة سنكسر عرشها و نؤلب عليها الناس أجمعين ونقطع رزقها حتى  تستجيب

قلت: رزقي على الله و الهش حافظي من الأوحال

قال: سنقتلها و نلقي بها في الجب

قلت: قلت الموت أقدار من الله وليس لك به قرار

والله ناقذي من الجب و يحذف النقطة فتصبح حب ورحمة بمن يعترضني في الطريق

قال: سأحطم من حولك  وأعذبك كما أشاء وأريد

قلت و أنا صابرة على البلاء و انك لا تقدر على إيذاء إلا بإذن الله

عجبا فيكي أيتها الحمقاء

قال سأقطع رزقك و علاقاتك و مراسلاتك

قلت الأرواح الطيبة تتلاقى حتى إن فصلتها المسافات و الجبال والبحار و الصحاري و المحيطات

قال سترين ماذا أنا فاعل

قلت افعل ما شئت فانا لغير الله لا انحني

قال: لمن تأتمرين

قلت إلى الله

قال  والله قال إن لديك ولي

قلت ولي الله

وقال الرجال قوامون عن النساء

قلت في الحق وليس في الظلم والبلاء

وكل شخص مسؤول عن صفاته وأفعاله لا آن يسئل عن أباه وأخاه وصاحبته وآمه و أبناءه

و لا اعتقد أن الأب يجبر أبناءه فهو ليس مسؤول عن الأخطاء أمام  و أنت خطئك كبير تزرع الأحقاد بين الآباء والبنين و الامهات والزوجات

قال: عجبا منك ثم عجبا

قلت ما العجب  غلا ما تصنعه أنت و أمثالك اللاعبين بالأهواء و غرهم المال إلى حد الهبل و الأخطاء

قال: ماذا تريدين يا ابنتي لقد أرهقتني  زمانا و لم أجد في كلامك شيء قبيح أو مستهان

قلت : سامحك الله عبثت بك الأهواء و شتت العائلات بسماع كلام الشيطان ولكن الله بعث في الرحمة بالإنسان وما أنا   إلا إنسان يحب الحياة باتزان بين القلب و العقل والروح حتى  يحي

الإنسان في زمن غاب فيه معدن الإنسان

قال: ما هو اختيارك

قلت: القوي، الأمين، الصادق، الرحيم.......

محب للحياة بكل التفاصيل في الحلو المر على مر السنين ويتحمل شقاوتي و البسمة تعمر الوجه بعد الحزن الشديد

قال: سامحنينا يا ابنة الناس فقد أغوانا الشيطان و نسينا الإنسان و سرنا نهرول وراء المال و أشعلنا الفتن والنيران...... المعذرة ثم المعذرة

قلت لاباس لاباس الله اطفئ النيران و اخمد الحروب و العبرة أن كل شيئ يمكن أن تشتريه بالمال والفلوس و لكن بعض النفوس مستحيل آن  تباع في السوق و الحب والإحساس  زرع الله و

لا يقدر على إفتكاكه أي كان ومن يزرع الخير سيجني الود والرحمة من القلب ومن يزرع الأشواك يجني الجراح والحياة اختيار و ليس هناك أجبار



تأملات من الواقع والحياة

هدى محمد مهدي

من أنــــــــــــــــــــــــــــــت؟