مشردة
Wafa Khlifi - وفاء خليفي
طقس شديد البرودة مثلج النسائم زفرات رياحه تصم طبلة الأذن، تقتلع صميم الفؤاد من وسط منزلك و تخيف تنظم دقات قلبك الدافئ.
هزال يغرد مقطوعة الدفء المتناثر في ارباع ركون الغرفة
هناك تشتعل المدفاة أيا كان نوعها فأنا لا أعرفها و لم أتذوق نعيمها
كنت يومها في نظري جميلة فقد غسلتني زخات السماء و كان وجهي منيرا
كنت لم أتنكه الدنيا بعد، كانت لي أحلام نسجت منها الكثير
كنا قد جممعنا قليلا من الحطب من الغابة القريبة منا
تجمعنا على نور أعواد تناثرت كلؤلؤ تزغرد لنا سنفونية بتهوفنها هزيج الريح
لم تكن حرارة الحطب تدفئني كما حضن أمي
يومها اختلست كثيرا النظر لها
كانت حرارتي تكفيني لأشعل البلدة كاملة و كنت أدفنها كي لا تحس أمي و لا أعذب روحها كما تعذب روحي الان
بطارية شجاعتي كنت قد نفدت أول ساعات الليل
خذلني وعيي و هزتني هلوستي للحظاتي الأخيرة
كما عهدتها كانت أمي بجانبي لم تتركني و هي تبرد لي بقطعة قماش مهترئة جهنم جبهتي الصغيرة
و كنت أقول لها مبتسمة أن لا تخافي أماه فالموت لن يأخذني، سيأتي الصباح و أستفيق معكم ضاحكة كالعادة
كنت أحسبني أبتسم لكن حتى فاهي تركني
قبليني أماه، أحضنيني كوني رحم ولادتي و رمق وداعي
لا تأسفي و لا تتأسفي
هناك الاحلام ستصنع
لن أنساك سأبني لك بيتا هناك أحسن من بينا هذا
بيت بالحجر يبنى لا بالأعشاب مطين
أماه سنمد أيدينا نسااعد من باعوا معي أعواد الكبريت ليدفأ الناس
ستساعد الظالين المحتاجين لدفء كدفئك أمي
وفاء خليفي
Website Design Brisbane