مرحباً عزيزي

love-comebackJihen El Beshry - جيهان البشري

منذ فترة أحاول كتابة هذا النصّ أو هذه الرّسالة لا أعرف ما أسمّيها، أنت تعلم أنّني لا أخشى شيئاً كخشية البدايات وهذا ما يحصل معي تماماً، لم أجد أبداً بداية لهذا النصّ أو هذه الرّسالة وهو ما جعلني أقف في المنتصف تماماً، المنتصف الذّي لا يتركك تدرك أأنت تستحقّ هذا الموقع العالق فيه أم لا، المنتصف الذّي يجعلك تتأرجح في مكان أنت لا تريد أن تكون فيه، المنتصف الذّي لا تعرف فيه اللّون أبيضاً أو أسود ليكون اللّون رماديّ وخليطٌ من الأبيض والأسود

وهذا الموقع كما تعلم أنا أبغضه تماماً، وحين أجدني فيه، أجدني مجبرة لا مخيّرة كما حصل معي تماماً في دراستي.

لأعود وأخبرك الآن أنّني أنتظرك وهذه الرّسالة حتماً ستكون بين يديك يوماً أنا أثق بالله جدّاً وهذه الثقة لم تخيّبني أبداً .. أتدرك حرقة القلب حين يحبّك الجميع عدا الشّخص الذي تنتظره وتتمنّاه بكلّ ما يحمل القلب من شغف وبكلّ ما تحلم النّفس لتجد نفساً شبيهتها فالذّين يشبهوننا لا نخشاهم هم كالمرآة بالنّسبة لنا نستطيع أن نرى من خلالهم ضعفنا ونسند عليهم كلّنا لنفهم شكل عرجنا ..

أنا يا عزيزي، لست وحيدةٌ محاطةٌ بالكثير ممّن يحبّونني، عائلتي الموسّعة، أحبابي، أصدقائي ربّما الحظّ لا يكون في صفّي من الأصدقاء الإناث، لكنّني ومع هذا أميل أكثر إلى مصادقة الذّكور .. وبالرّغم من هذا ألتفت حولي فلا أجد أيّ منهم لأستند إليه ويكون تعبِي مسنودٌ بمن لا يسخر منه.

أحاول كثيراً أن أتصالح مع الفقد، أن أجعله جزءً من حياتي، أن لا أكون متخوّفة منه طوال الوقت لكنّني لا أستطيع بمعنى آخر أنا غير قادرة على نزع نقطة الضّعف هذه منّي كما تنزع الشّوكة من الإصبع غير قادرةٌ .. ثمّ كيف يمكنني أن أتجاهله؟ قلّي بربك؟؟ أتتخيّل معي، أن تكون محاطاً بكثير ممّن يحبّونك، تشعر بالدّفء لوجودهم، ثقتك تضاعف لأنّهم يملؤون حياتك، وهنا لا أتحدّث فقط عن شريك الحياة أتحدّث عن الأهل والأصدقاء وكلّ من تربطنا بهم علاقة ولو كانت علاقة لا تتعدّى بعض السّاعات .. كيف يمكن أن تلتفت إلى يدك فتجدها خاويةٌ، ما من يد أخرى تمسك بها لتجعلها تعبر الطّريق وهذه الحياة كلّها.

أنت " يا أنا "،  تشعر بخوفي وضعفِي وهشاشتِي، تلك الهشاشة التّي تجعلك تشعر أنّك مسؤول تجاه أيّ شئ سئّ يحدث في هذا العالم.
مرحباً عزيزي