أنا هكذا لا أعطي كثيرا لكن ذلك القليل الذي أعطيه يبقى راسخا في ذاكرتك إلى الممات ، أراك غريبا فتجبرني غريزتي الأنثوية على التعرف عليك وارضاخك ثم تركك بعد أن أصبحت معروفا بالنسبة لي فتلك اللهفة قد فُقِدت ،

أحب أن أكون برفقة أصدقائي و أشاطرهم لحظات جميلة أو حتى التعيسة منها لكن هذا الشعور يراودني فقط في النهار فأتركهم قبل أن يحل الليل فأصدقائي الخياليين بانتظاري لحفلة صاخبة هذا المساء ،

أحب عائلتي و سهراتهم لكنني لا أحتمل أن أقضي معهم أكثر من لحظات محدودة فهذا يخنقني ، في الحب أذهب إلى اللانهاية من غير حدود لدرجة أنني أصبح أتنفس حبا وشاعرية و عشقا ولكن لبرهة من الزمن أتحول كليا إلى عكس تلك المرأة فأختنق من الحب وأصبح لا أطيق العشاق فأغادر المعشوق بكل بساطة وأردد ما قاله جلال الدين الرومي "غادرك محبوبك ما غادرك الحب" ..

أغوص في عالم القراءة و الكتابة و أقضي يوما كامل دون أن يغمض لي جفن و أنا أقرأ و أنتقل من رواية إلى أخرى لكن في لحظة أعجز عن قراءة سطر واحد .. أتكلم وأضحك كثيرا و سبحان من يجعلني غير قادرة على أن أنبس بكلمة .. في كل يوم تصبح لديّ أغنية مفضلة و في كل ساعة يتغير مزاجي و تنقلب موازيني حين أكون كارهة لكل البشر و فجأة تراودني رغبة كبيرة في أن أقبل كل من أخطأ بحقي أو لم يخطأ بعد يعني يوم أكون سجنا مؤبدا ويوم أكون بطاقات عفو عام ..

ليس جنون صدقني لكنها أنا ، فقط أنا التي تحاول أن توازن بين عفويتها و أفكارها و انغماساتها الطفولية و بين أنا القاسية و المتمردة ذات الأفكار الجهنمية ..

رحاب العبدلي