تنام فجرا ,تستيقظ مفزوعة من كابوس بغيض بل هو قاتل ,لا يريد تركها ..تقفز من سريرها الى غرفة أمها لعلها تحتمي بها من تلك الوحوش الضارة المخيفة ...

تجلس بجانب أمها تبكي حينٍ وحينٍ تضع يدها على قلبها تتمتم ببعض الادعية لعل الله يذهب عنها السوء تقول لها أمها تعالي يا بنيتي حذوي نامي في حضني أزرعك في قلبي كَوردةٍ جوريّة فواحة...

تخجل هي ,تقول لم أعد صغيرة يا أمي...أنا قوية ولا أخاف أحدا لكني بت أخاف من نفسي... تعود إلى غرفتها و كأن شيئا لم يكن تحاول النوم مجددا فتفشل فتفشل مرارا وتكرارا تتذكر من تسبب في معاناتها هذه فتبكي بحرقة وتزداد حنقا و كرها له إلى أن يغفو جفنها ...

تستيقظ في ساعات متأخرة من النهار لا تأكل و لا تشرب مثل بقية البشر... باتت كعصفورا كسير الجناح ...تأبى الخروج, تهوى الحزن ,كما يروق لها الجلوس بمفردها لساعات طِوال...
تقول لها أمها يا زهرة شبابي لِما كل هذا هونِ عليكِ فلا يستحق أحد أن تذبلي من أجله ..

تعالي يا حبيبتي و بثِ لي ما يرهقكِ فإني بتُ أحاف عليكِ من الحزن أن ينهش جسدكِ و تغدينَ جثة هامدة فأموت حسرة بعدها عليكِ ..

تقول هي في هلع لا يا أمي لا تخافي أنا قوية و سوف أتخطى عجزي و أرقي هذا …هي سحابة صيف و ستمر بسلام … أعدُك ِ…

هي تكذب على نفسها دائما لن تتحسن بسهولة مثلما تظن فهي بارعة في تعذيب نفسها ,هي من تسببت في تدهور حالتها هذه و لا أحد لأنها عديمة التصرف هشة زيادة عن اللُزوم حساسيتها

مفرطة ,مزاجيتُها قاتله, تلقائيتُها أدخلتها في أشياء تُقلل من مستواها بدرجة أولى ,هي من أخطأت في حق نفسها عندما سمحت لأحدهم بالتغلغُلِ فيها الى أن أدمنته بكل شغف فأمرضها…

هي غبية جدا تثق كثيرا بالغرباء ثقة عمياء بلهاء صماء لا ينجرُ عنها سوى الوجع و الضرر لروحها الطاهرة النقية التقية …لذالك هي لم تلُم أحداً بالمرة فلوم نفسها هو الأجدر به فعله …تقول لو كان الامر بيدي لقطعت لساني و أُلجمتُ للأبد (أصبحت تفكر بإجرام … هذا خطير!) لعلني أضع حدا لحماقاتي هذه…

و لكنها ضعيفة و لا تقوى على أن ترى دمائها تسيل و عينا أمها ناظرة لها ! فهي تخاف على أمها كثيرا و هذا ما يجعلها على قيد الحياة إلى الأن …لكن ماذا عن مسلسل الكوابيس الذي لن ينتهي هذا جراء التفكير بأشياء بائسة بائسة!!