في لحظةٍ كان مقدارها خمسين سنةٍ ألف ضوئية..لحظة استيقظت فيها على عمرٍ بلغت فيه من الكبر عتياً،و أنت إبن العشرين ربيعاً...

إبن ذلك الجيل الذي فتح عينيه على حضارات أجداده تهدم و كتب أسلافه تحرق،و عروبةٍ من الفتن تصرخ،و عالمٍ شرق أوسطه يتهاوى ..

لحظة عايشت فيها نكبة أمةٍ بأسرها..و بكيت فيها حال "خير أمةٍ أخرجت للناس"...

لحظة شتاتٍ..

لحظة غربةٍ ..

تمنيت فيها أن تسافر عبر الزمن إلى عصر "الفارابي" أو "الرومي" فقط كي تسرق منهم قليلاً من الحب لتنشره بين ثنايا القرن الواحد و العشرين..

بين شوارع بغداد و القاهرة..

في أحياء دمشق و داخل أسوار تدمر ..

في بحر حيفا و فوق جدار القدس..

حول قرطاج و على حدود الأردن ..

فقط قليلٌ من الحب،ليزهر شرق العالم..

ليعود اللاجئون إلى أوطانهم ..

ليرتاح المتعبون من حروب الدنيا على رفرفٍ خضرٍ..

فقط قليلٌ من الحب..لتقر أعيننا..

لننعم بالجنة ...