لازلتُ

enfance-souvenirsJihen El Beshry - جيهان البشري

بقدرِ حزنِي ووجع قلبي هذه اللّحظة أُريد أن أبكِي، لكن الدّموع تأبى أن تنزل .. أشعرُ أنّني أقلّ الإناث حظّاً؛ فقدِي لوالدي وأنا لم أتمم الثّالثة من عمري كسر جنَاحي وأنا التّي لم تشعُر بسندٍ يضمّها ولم ترَ شعراً أبيضاً يغزو رأس أبيها.

ورغم هذا أشعر أنّ  الطّفلة بداخلي لم تكبُر، لم تكبر الطّفلة التي تشعر أنّ العالم لم يعطِها نصيبها من الفرح واللّعب والحلوى وعطفِ الأبّ ..
لازلتُ إلى الآن أؤمِنُ أن الحياة ستمطِرُ على الطيّبين واليتامى فرحاً وحلوى،

لازلتُ أحبّ الإحتفاظ بألعابِي القديمة وروسومي البسيطة التّي لا تحتوي سوى شجرة وطيرٌ وعلى جانبُ الورقة شمسٌ كبيرة ..

لازلتُ أنتظرُ الجناحين التّي سينبتُهما لي الله،

لازلتُ أتحدّث للنجوم وأبكِي بمجرّد رؤية القمر، إلى الآن وسأضلّ دائماً أُخبر بكل مما يُثقل كاهِلي قبل أن أنام،

لازلتُ أبتسم ببساطة لأنّه هو الذي يحرسُني بعينِه التي لا تنام .. وأنام رغم قلقِي، رغم القلق القابع أعمق صدرِي، رغم الذّكرياتِ المُتعبة وكميّة الغائبين، رغم ألم عضلة قلبِي، رغم حُزنِ على وطنِي، رغم الحاضر الذّي يُحاصرُنِي،

لا زلتُ أرجوه أن أكُون يوماً ممّن يعطُون هذا الوطن الذّي يعيشُ داخِلي دون مُقابلُ، أرجُوه أن يحرُس أحبّتِي يمنحني القوّة لحمايتهم.

بقلم جيهان البشري

لازلتُ