لا أحلم
Rim Souhail - ريم سهيل
هنيئا لهم بأحلامهم: حلم البيت و السيارة و الزواج.. المال و البنين يبقيان دائما زينة الحياة الدنيا كما قال رسولهم الكريم.. و بالطبع صديقي لكل حياة رسول و لكل معرفة رسول و لكل فكرة و لكل تجربة أيضا لأني أومن فعلا بأن الجهل نسيان و المعرفة تذكر و الافكار وليدة زمان سرمدي واحد و تضل الأفراد و الجماعات تتذكر و تتبع ما وصلتها بها رسلهم في حياتهم و من تجاربهم...
حين تعلمك التجربة أن بخلاف أن رغبتنا في إنجاب الأطفال إستمرارية هذا الجنس البشري الأناني الفاشل, هو أيضا أنانية فردية, محاولة ممارسة فعل الخلق و الإبداع بإنجاب ضحية يفترسها العدم كما يفترسنا, تحركنا الأنانية في إنجابهم و إسقاط عقدنا و مشاكلنا عليهم, هو إستمرار لنا بهم و هذا هو بيت قصيد الانانية الفردية لو فكرنا لحظة في مصلحته لما أنجب و تبا لإستمرارية البشرية, لينقرضوا و النترك هذا العالم ينعم في سلامه...
حين تعلم أيضا أن الزواج كما السيارة الفارهة و العمل الجيد, لا يوفرون لنا أبسط أحلام الرفاهية الإنسانية كالحرية و المساواة و أيضا الكرامة البشرية و السلام, هي قيم أبعد ما يكون عن أحلامك المادية, هل بدأت تحس بتفاهة حلمك؟؟؟؟
هل بدأت تفهم أن كل تلك الأحلام ليست سوى إسقاطات عقلية إقتصادية تشجعك على الإستهلاك لتستهل و تستهل و تستهل و تموت مستهلكا غبيا و يعيش رأس المال معتمدا على رأس غبائك؟؟؟؟
للتنقل بسهولة لا تحتاج سيارة بل سلاما, سلاما يجعلك تعرف أنه ليس على الحدود جندي يوقفك طالبا التأشيرة و حين تفكر في زيارة أرض الحضارات العراق لا وجود للغم في الطريق يمكن أن يفجرك, للتنعم بالسعادة لا تحتاج زواج أيضا بل حبا, حبا صافيا لا تشوبه حسابات مادية و مصالح إجتماعية تحتاج مساواة أيضا و حرية هنا, للإستمرار أيضا تحتاج فعل الإبداع لا طفلا تكتبه بإسمك و تضع شهادة ميلاده ككل أوراق ملكية المنزل و الزوجة و السيارة.. في النهاية لا ضرر من حلم السيارة و الزواج و الطفل و المنزل إن حققت البقية و لا قيمة للأولى بدون المبادئ الأخيرة.. في النهاية أيضا هي مسألة وعي و بحث عن هوية الإنسانية ...
بقلم ريم سهيل
Website Design Brisbane