كم تمنيت

fille-delaissee-vieWouroud B. A. - ورود ب. ع.

واحد وعشرون من العمر ولدت في مدينة مليئة بالأنذال إعتدت العيش في عالم مجنون تجد السخافة أينما التفت لا أتلقى مساعدة من أي أحد أنتم تقولون أشياء ولكنها في الحقيقة لا تعجبني تتصرفون و كأنكم تفهمون و هذا ما يضحكني

خسرت كل من حولي و دفعت ثمن أخطائهم خسرت أبي بسبب القمار لم يكن فقط بارع بل كان مقامر محترف في حياته لم يعرف الأشياء التي أحبها و أكرها لم يعرف أين أذهب و مع من أجلس لم يعرف إن كنت بخير إن كنت أحتاج شيئا لم يكن يعرف عني سوى أني إبنته رغم كل الألم لم أكره

كل ما تمنيته هو أن يخبرني كم يحبني و الآن أشتاق له تحت التراب لكن ..أحبه نعم أحبه فهو أبي.أمي إعتنت بأخي حتى كبر...لأن هذا ما تفعله الأمهات. ذهبت تعمل في الجوامع تصلي ليلا و تعبد الرب لتجد فيه الرحمة من قسوة الحياة لأن العالم الحقيقي يؤلم.. كثير من الشر يتمرد..

كل ما تمنته هو أن تراني متفوقة ناجحة لكنها ماتت قبل أن ترى إلى أي قمة وصلت. و من أجل ما تمنت مني أن أكون تحديت نفسي  و كل ما وصلت إليه الآن لا يعني شيئا ..

كم تمنيت أن أجدها حين أسقط ..كم إشتفت لصوتها و رائحتها .غيابها يشعرني بالخطر و عدم الأمان تعودت على النوم باكية و لم أمل يوما من الذهاب إلى الأماكن التي إعتدنا البقاء فيها كل تلك الأشياء تقتلني عميقا ..

أخي .تلاشت أفكاري و الأن أشتاق له و هو وراء القضبان ..منذ أن كان صغير تمنى أن يكون شرطيا و عندما كبر أصبح سجينا .. لا أعرف كيف سحقته الحياة لكن كل ما أعرفه أنه بري كل ما أراد أن يفعله هو رؤية كل من حوله سعيد ..عندما ماتت روح السعادة في قلبه أراد أن يراها في وجوه الغير .. و هذا ما يؤلمني .

كم أتمنى أن أكون تعلمت من دروسهم ..اقتلعت قلبي من مكانه و لم أثق بالرجال لأني أعرف أنهم في مجاعة ..كلما نظرت إلى الساعة وجدت الوقت يمر بسرعة غريبة و لم أكن أعرف أن هذه نفس السرعة التي فقدت فيها أحبتي.. هل من أحد يستطيع أن يكذب و يخبرني أن كل شيئ بخير؟

بقلم ورود ب. ع.
كم تمنيت