كم أرهقنا الإفتراض يا أمي
Nesrine M. - عاشقة المستحيل
لنفترض ..أني لم أفقد عمي في ساحة الحياة بدل الوغى ..
و أن صديقي الذي عرفته ..لم يرحل إلى عالم الغيب ..
لنفترض أيضا أن أستاذي المقرب
لم يقل لي يوما
" أنا لا أتهمك بالجنون .. لأن البحر لا يتهم بالجفاف " ..
لنعترف أني لا أشبه أمي ..و أن رذاذ العرق
الباكي فوق جبينها ليس من أجلي
لنفترض أيضا . أني أجتمع مع اخوتي
في الأعراس .. و واحات السعادة الصغيرة ... مثلا على طاولة الفطور .. بدل التحلق الأبدي على أفرشة
الموت و المرض .. في أراضي الشتات
لنفترض أني ككل الصبايا .. اللاتي يبدعن دونما تعب
على شاكلتي افراد عائلاتهن .. حيث أن الأب من المهتمين بالآداب .. فضلا عن الأم المهتمة بالفنون
و أني لا أسرق من خبز إبن أمي لأشتري كتاب
لنفترض .. أن البلور المكسور لا يشبهني في التشظي
و أن الرجل الذي أحببت لم يرم بي إلى التلظي
لنفترض أيضا .. أني بعد سنوات التعب هذه
سأحقق في وطني ما قد سعيت لأجله
و أن طرق الوصول الى ما نريد سهلة
و أن الحاكم يشجع
و عابر السبيل يضحك
و أن هذي الحياة لا تقتل ابدا أحلى ما فينا
و أننا أجددنا تركوا لنا ...الحرف والقافية..
لا حزن البلابل و القلوب الهاوية
...كل هذي الإفتراضات لن تلغي
ما بنا من وجع .. و لن تستبعد ساعات
التأمل الطويلة ... الطويلة
و لكن ... نحن لم نتعلم توديع الأمل
لذلك ...
فلنفترض أخيرا ..أننا أبناء لكل البيوت
نكتفي بنا و منا .. و قتذاك
سأحتضن بقلبي أول من يأتيني
و سأكون حتما عاصمة السلام التي يرغب
سأحبه كثيرا ..لأجل الحب لا أكثر
سأحضنه حتى يهمس في أذني:
" كم أرهقنا الإفتراض يا أمي..".!*
عاشقة المستحيل
Website Design Brisbane