غرقت في الحب

deep-love-theaterRahma Attia - رحمة عطية

المشهد الاول:
 
المنافسة غير شريفة.. يسبقونك بخطوات مع ذلك تتقدم وحدك ! بابتسامة نصر خبيثة سابقة لأوانها وكبرياء يكاد يلامس سقف أضلعي تتقدم.. خطواتك المتكبرة تستفزني ببطئها وكبر أثرها علي.. سرعة تقدمك نحوي تربكني..

مع ذلك في جلسة صدق لا أنكر إعجابي الشديد بها ! يثيرني الجريئون..

وكما يدهش حديثي الولادة من عالمنا أدهشتني جرأتك.. غير أنك لم تكن من قائمة المحبين.. إشعار الحذر نبه فطرتي منك.. ربما من إخوة يوسف أو ابناء قابيل...

المشهد الثاني:
 
الرؤية غير واضحة.. ضبابية.. الغبار يملأ داخلي.. ركام أقفال لطالما أحكمت إغلاقها.. تهدمت ! ..

أي قوة هذه تجعلك قادرا على فتحها ! أقصد هدمها وبكل ما للكلمة من عظمة وجبروت..

لم تكتف.. تتقدم مسرعا أكثر نحو الوريد مباشرة .. كمشهد سينمائي لأسد سينقض على فريسته.. وقلبي الفريسة فيه.. كهدف وليس بامكان أمثالك أن لا يحقق أهدافه..

خفت..

باتت تخيفني جرأتك..

وارتبكت أكثر...

وبكل ما أورثتني إياه أنوثتي من كيد وما علمتني إياه بنات حواء أصد.. ألفظك خارجا ككلمات معلقة لسنين بين صدري ولساني فتفجرت لحظة غضب..

"دامت السيطرة لي"

وفي لحظات نشوة الانتصار تباغتني وتعود !

في الحقيقة أعيدك.. أستحضرك في ذاكرتي فتحضر في..

تعود لتروض الوحش داخلي.. فيطيع ككلب أليف لم يذق طعم الوجع يوما ! وتحاربانني معا !

الحرب غير عادلة.. اثنان ضد واحد..

مع ذلك أقاوم.. لا حيلة لي..

وكفريق خاسر يحمي دفاعه ولا يهجم دافعت بكل ما أوتيت من حول لي وقوة عن قلبي.. لكنني خائفة.. أخاف أن ينهكني التعب فأهزم..

"كن معي ي الله"..


المشهد الثالث:
 
ألم تعلم وأنت تتجول داخل زوايا نفسي أنني أكره الاستيطان..؟ والمستوطنون.. ألم تعلمنا عروبتنا بأن لا نثق بهم ؟ كيف تطالبني الوثوق بك.. وتمد بغرور يد السلام نحوي.. وترفع رايات
الحب..

أتعوذ من الحب ثلاث.. وأنفثك بغضبِ مقاومٍ جريح طالبوه التوقيع على صك تسليم موطنه على أن لا يقتل ثلاث..

ثم غريب شأنك..

كيف يجمع الحب والسلام...


المشهد الرابع:
 
غرقت...

غرقت في نهر جليدي ذائب كقطعة سكر داخل قهوة.. لتغسل قلبي من بروده وأوجاعه.. وتنفض عنه غبار الحرب والوجع..

غرقت في الحب..

واستسلمت..

وضعت بكامل إرادتي كامل أسلحتي جانبا وأتيتك مترنحة الخطى، حافية، أستريح منك إليك..

أدفن وجهي في صدرك وأبكي ما شاءت عيناي أن تبكيه..

"الاستلام موجع حتى لو كان للحب"

ترفع رأسي بيدين رقيقتين ارتعش قلبي لملمسهما لتتعانق أعيننا في لحظة صمت..

يا لعمق عينك !

وبانتماء طفل فتح جفنيه على حضن أمه فاعتبرها "هو" شعرت بانتمائك لي..

كأم ، كطفل ، كقطعة من قلب وروح ...

رحمة عطية

غرقت في الحب