حاولت جاهدة الإبتسام في وجه الكاميرا لكن رغما المحاولات المتكررة باءت بالفشل،همست لنفسها قائلة ارجوك أخفي بريق  هذه القسوة في عينيك لكن دون طائل.. لم تستطع يوما إخفاء نظرتها القاسية للحياة فكيف ستخفيها في الصورة.. حياة كانت للقسوة سنين عجاف في طفولتها..وبخت و عوقبت معنويا و جسديا مرات فاقت أصابع اليدين بكثير..كانت الإبنة الثالثة لوالدين رغم شغفها بهما لم تنكر يوما تحميلهما لمسؤولية فشلها في حياتها المنقطع النظير..

كانت تتخبط غارقة في بحر همومها منذ نعومة أظافرها..لم ترضى يوما بشخصيتها أو بالقدر الهزيل من الحب الذي كانا يضهرانه لها..كانت متطلبة معنويا هذا صحيح لكنها كانت محقة في تطلبها في مجتمع يعد فيه إظهار المحبة و الحنو للبنات غلو في المشاعر و دلال يزيد عن الحد..

كبرت غالا و ترعرعت لكن ظلت تلك الطفلة الصغيرة فاقدة الحنان مختبئة بين طيات قلبها الطيب و الحاني..طفلة صغيرة بجسد كبير لم تلبى إحتياجاتها المعنوية من حب و إهتمام لكن لم تستطع يوما أن تكون شريرة أو أن تكره والديها كانت تعاقبهما بمعاقبة نفسها..تتصف غالا  بالحنو و الطيبة لكن مع غيرها..كانت ترى الكمال في الجميع عدى نفسها..تسعى لنيل رضاهم علها ترضى و لو قليلا عن نفسها..تحب و تهفو نفسها لشخصيات الآخرين..تربت في نقص  عاطفي لتحس النقص فيها..لم تتمنى سوى الرضى عن نفسها..أشفقوا على الحب الذي تخفوه عن فلذات أكبادكم حتى لا تتحسروا يوما عن فقدهم له

.. يتبع