عندما كنت صغيره
Sonia Zid - سنيا زيد
عندما كنت صغيره ؛ لم أحلم قطّ بفارس الأحلام و لم ألعب لعبة الأزواج و لم أضع مخدّة تحت ثوبي كي أمارس دور الحوامل .. و كبرت و لم أتغيّر كثيرا ؛ لم أنتقي أسامي أبنائي المستقبليين كما فعلن صديقاتي ولم أظهر إعجابا لقاهر قلوب فتيات صفّي ؛ لم أفكّر أبدا في لون شراشيف منزلي أو وسع بيت النّوم أو علوّ الفراش .. لم أعرف قطّ إن كنت سألبس فستانا أبيض أو لباسا تقليديّا ؛ لم أجد وقتا لإختيار منزل أو شقّة فكلّ هاته التفاصيل لم تغريني و لم أعرها إهتماما ..
كنت أفلاطونية حالمه غير عابئة بالتّفاصيل المادّيه .. كنت ٱفكّر في عدد الأفلام التي سنشاهدها معا ، في الساعات التي سنقضّيها نتجادل هل كان أحقّ للبطل أن يموت ؟ في تلك الليالي التي سأحتضنك فيها و أخبرك أنّ كل شيء على ما يرام و أنّك الأفضل في هذا الكون ! كنت أحلم بعدد الكتب التي سنهديها و نقرؤها سويّه و كيف غضبت عندما أفسدت عليّ النهاية .. كنت أفكّر في ذلك الرّكن جانب النافذه الذي أسميته " ركن الإنتظار " فكلما تأخّرت تجدني أرقب وصولك عبر نافذة الخلاص ..
كنت رومنسيه على طريقتي ، كنت ثائرة من الخارج و لكنّ داخلي نهر هادئ ، كنت أسقط من علو ّ شاهق كلما دقّ الحبّ بابي فأنجرف كليّا و أترك الموج يغمرني لأننّي كنت أظنّ أنّي بين يدي سباح ماهر .. و لكنّي في كلّ مرّة أجدني مخطئه فأبتلع ما تيسّر من مياه الخيبة و أجرّ نفسي لشاطئ اليأس ..
عندما كنت صغيره ؛ كنت أحتقر الحبّ و العاشقين و عندما كبرت أصبحت أحتضر حبّا .
Website Design Brisbane