ضحكة منسيّة

sad-child-alone

Souha Kouki - سهى الكوكي


حليت عنية نلقى الناس الكل فرحانه بيّا، دايرين بيا و وين نحطك يا طبق الورد هكا هكا بيا،الحمد لله في وسط بابا و امي تربيت لعبو عليّا و مرجوني نعرف نعرف خاطر يحبوني .. تعبت امي كي الصغار الكل بكيت، رضعت و من بعد طلعو سنّيا و كليت، و كي البيبيات الكل حبيت و يا فرحتهم بيّا كي في الدار مشيت و جيت، ياما كليت طرايح باش تربيت من نحّي كخّة،

ششي، ممي... اليزي حرام و عيب ... مازال صبعي في فمّي و نبكي على عروسة أذيكا آخر همّي... يضحكولي و بلاش سبب نضحكلهم، كي يخزرولي عينية تحكيلهم عالبارائة الي فيّا، المخ نظيف و القلب فارغ مانعرف شيء و مانفهم شيء، خفت مالغول وليت نخاف مالليل لا نصول لا نجول،



اما عملت عمايل متاع بهايم هههه و كليت عليهم طرايح ذخايم، كي الصغار الكل زعمة هبّطت لقشة مالسماء و شخت من عند امي دعاء بكيت بالشهقة كي طحت وقت في حجرة عثرت، خرجت للشارع و مع ندادي لعبت ما نروح كان كي نشوف روحي تعبت

...
كبرت شوي لرّوضة و من بعد للمكتب دخلت.. حاسيلو ما خليت ما عملت مالقلب ضحكت، مشيت، جيت، لعبت كليت و شربت ... اما زادة كي الصغار الكل كبرت، مانعرش كيفاش لعمر الكلب دخلت، نسيت كيفاش ببرائة ضحكت، تعلمت الخبث و تخديم المخ، كذبت و تكذب عليا عديتها على عباد و عدوها عليا، حبيت و تحبيت، غدرت و تغدرت، حقرت و تحقرت، سبيت و تسبيت،
نكذب كان نقول الصغر خايب، كان نلقى مالدنيا ترجّعلي صغري و تاخو إلّي تحب، ترجعلي الضحكة المنسيّة و البرائة التلقائيّة...


ما ريت مالكبر كان الشقاء و التعب... ما نعرش كيفاش تسرق مني عمري و تنهب، مالقيت كان الغدر و الهم و الغم، في صغري ... مانعرش الوجيعة كنت نبكي على جرد لعبة اوكا نتبع تتبيعة، كانو عينية يدمعو من فجعة من صوت بابا كي يكش عليا ولا من ظربة من عند امي وقت خرجت نلعب و روحت حوايجي مسخة بالطبعة، اما تو نبكي بالقهرة و الغصّة ملي ظلموني و هانوني حتى على حاجة ما عملتهاش حاسبوني و سبوني نبكي ملي حبيتهم و بروحي فديتهم و بروديّة قلوبهم و دمهم قهروني، توا قبل مانخرج من فمي كلمة نحسبها و في مخي نكتبها، المخ ماعادش نظيف، ماعادش نحكيو مع الناس الكل كيف كيف، تعلمنا الكلام و لوغة العور و الطعنة في الظهر و مع كل عبد كيفاش خاطر فيهم برشة حناش

...
توحشتهم هاك الأيّمات كي نرقد على مخدة شايحة و في لعبتي و كتبي شايخة ... نعرف ربي يحب هكا و الدنيا ما تجي كان هكا كلنا كنا صغار و من غير ما حسّينا كبرنا و بدينا نتحملو في المسؤولية، و دخلنا للعيشة المرزيّة
...
الي مكتوبلنا عشناه و الي مازال مانعرفوهش، اما الواحد كي يتذكر صغرو يقول الحمد لله عشت صغري خير من برشة اندادي قعدت على عمارها الدادي و برشا خير مني و منك اما الحمد لله تجم تقول ما تحرمت من شيء الي نطلبها نلقاها خذيت فرصة و عشت خير من غيري مانقمتش على صغري نتمنى نرجع طفلة صغرونة خاتر نقمت على كبري هذاكا علاش يا دنيا رجّعلي صغري
...

تونسيّة متمرّدة
ضحكة منسيّة