صور

album-photos-memoireSyrine Rhouma - سيرين رحومة

كنت أتصفّح بعض الصور القديمة ,و كنت أنظر اليها بعيون يملأها الحنين.تمّعنت النظر فيها علّني وجدت شيئا منها يشبه حاضري. بعض الصور لم تكن لي و لا لأصحابي و لا لأسرتي فقط.. بل لوطني أيضا , و للأماكن التي كنت أقصدها في صغري.. و المقاهي التّي عهدت أن أكتب على طاولاتها خواطري و أن ألتجأ اليها حين تخنقني وحدتي.

من الغريب أن تجعلك بعض الصور ترتجف تارة و تبتسم أخرى , من الغريب أن تجعلك تبكي و تضحك في نفس الوقت , من الغريب أن تتحدّث الى صورة , الى زمن موقوف على ورق بالٍ, الى ألوان باهتة و الى أشخاص غادرو حياتك  تاركين أطيافهم يحومون حولك , و ينشدون في مسمعك ألحان نوستالجيا قاتلة كلّما حاولت نسيانهم..

أسأل نفسي ان كنت الوحيدة التّي تفعل هذا في وقت متأخّر من اللّيل ,أسأل نفسي ان كان كل من في الصور يشتاقني بقدر اشتياقي له , و ان كانت خواطري لا تزال مكتوبة على طاولات المقاهي و ان كان طيفي لا يزال يحوم حول شخص ما. أنا امرأة لا تقبل أن تٌنسى , و أن تكون مجرّد ذكرى و عابرة سبيل في حياة الاخرين.  أنا امرأة لا تبحث عن عيش الحياة بقدر ما تبحث عن فهمها , و لا تطلب شيئا منها بقدر حاجتها لها..

..تنتهي الصور و تأتيني رغبة جامحة في أن أعيد التمعن فيها , باحثة في كل منها عمّا يبهجني و يبعث فيّ أملًا.. لكنّني أخترت ان اخفيها من أمامي و أن أبحث عنها بين طيّات ذاكرتي اللّعينة و في انعكاس صورتي على المراة و في سواد قهوتي و نقاوة روح الطّفل التّي تسكنني أغمضت عينايا في سلو كأننّي أخشى أن يندثر بقايا تفاصيلها من أعيني, ودّعتها بحرارة , و قبّلت شظاياها , ثم نمت على أمل لقائها بعيدًا عن هذا العالم الأليم..

بقلم سيرين رحومة

صور