شكراً لكذبك
Jihen El Beshry - جيهان البشري
من سيسألني الآن عن ما أشعر؟ عن قلبي الذي يشبه قصب السكر، عن كم مرةٍ انهارت فيها قوايّ، عني أنا الَتِي عانيت وما بكيت أبداً حتّى البكاء راحتِي الكبرى هجرنِي منذ زمن .. اليوم أشهد أني كبرت ألف سنةٍ، اليوم تمنّيت لو أني خرساء وعمياء
يقولون بأنّ حبِيبي خطب، بحثتُ هنا وهناك عن من أسئله حتّى ينفي لي هذا الخبر حتّى يقول لي بأنّ ما رأيته جلّه كذب .. بحثتُ وبحثت ولم أجد أحداً لوهلة تذكّرت أنّ علاقتنا كانت بيننا فقط ليس لأحدٍ العلم بها، كانت علاقة بريئة بين قلوبنا حتّى يكتبها ربّي حلالاً ..
أنا اليوم يتّمت للمرّة الثانية، مع علمِي بأني خسرتك مُذ أول مرةٍ صمت بها وأنا أنكسر أمامك باكيةً قائلةً لك : " لا تتركني " و تُركت، رحلت وغيّبتنِي ووهبت قلبك وكلّك لأخرى ..
موجوعه بشكل لا يُكتب، موجوعة بشكلٍ لا يبكِي؛ غابت عنّي الأبجديّة أراها ضباباً أمامِي أتخيّل مدى قسوة هذا العالم معي، أتخيّل حجم الخيبة التّي يدسّها لي الحظّ في أيامي القادمة .. ربّاه إني تعبة وتعبة أُسندني، إنّي وحيدةٌ ومهزومة، إنّي ميّتةٌ من الدّاخل وكل شيء يعمل على هزيمتِي.
كنتُ موقنةٌ أنّي أقود نفسي للحزن الحتميّ، وأصنع وجعِي للغد بيدي هذه التّي تكتب لك، لإنّي الوحيدة في هذه القصّة التّي سيفوح منها رائحة الإنكسار والهزيمةُ، وحدِي التّي سيقول عنها الجميع أفنت صباها في حبّ لم يثمر غير الحسرة والوجع،
وأنت لن تجرحك الكلمات، لن يأسرك الأرق مثلِي، الآن هناك من تربّت على قلبك غيرِي، أنت الآن تمضي في الحياة رجلا بلا ماضٍ، بلا أنثى تركتها دون سببٍ مقنع، كأيّ رجل يخدّر ضميره بأنا لم أجبر إمرأة عبرت تاريخي على البقاء معي، وحدها الغريبة والبعيدة صدّقته وآمنت أنه رجل شريف في الحبّ .
شكراً لكذبك، واليوم أنا كبرت وعرفت أنّ الحياة أقسى ممّا أتخيّل وستعبرني هذه الغيمة ستعبُر.
بقلم جيهان البشري
Website Design Brisbane