ستة سنين بعد الثلاثين..
Par Marwa Jabou :
نهارت إلي عملت الثلاثين، حزنت، بكيت، لين تنفخت العينين.. حكايات حبي الكل فاشلة و علاقاتي الكل داخلة في حيط و قداش من مرة تخطبت وبطلت و وصلت مائة مرة للعين وعمري ما شربت.. بكيت لين شبعت ..
أما مبعد، مسحت دموعي و قلت "أنا مرا، أنا قويّة، أنا بألف راجل و صنعت روحي بإديّا، نعيش مبارة و لا نعطي للذّل كار، و لا حاجتي براجل ولا بصغار"، قلت هكاكة وسكّت.. مانيش عارفة بالحقّ نخمم هكاكة ولا نصبّر في روحي بكلمتين و نضمّد في جروح تنين..
دخلت الثلاثين نكركر في الساقين، وزدت العام و العامين و فاتو على الثلاثين ستّة سنين، ومكتوبي مازال ما وصلش، ما نعرفش عليه، وخّر، بطى، إدّعثر في الثنية، عامل بلعاني عليا، ماهوش جاي من أصلو، الله أعلم.. وماعاد حدّ يقلّي مازلت صغيرة أتو تاخذ.. ولّي كانو يقولولي "ربّي يقوي سعدك" و "ربّي يخفف مكتوبك" و "ربّي يجيبلك ولد الحلال".. ولاّو يقولولي "محسوب آش تعمل به راجل"، "كل واحد آش هزّت مغرفتو" و "عند ربّي خير".. وتصنّفت رسميّاً في "قائمة العوانس"..
قعدت كان أنا ما خذيتش، وفدّيت، فدّيت من عروسات صحباتي ونفاسات بنات خالتي و من شريان الكادوات و رميان الفلوس، هاو حنّة، هاو وطيّة، هاو مطهّر وكبّوس.. تي ماهمش خير منّي صحباتي، تي آنا أزين وحدة في بنات خالاتي.. كهبّت على الأربعين و لا عاد متلفتلي نديدي ولا إلّي في الخمسين.. نديدي يلوّج في بنت العشرين، ياخدها و يبني معاها حياة و دار على طاقين، ولّي في الخمسين، يلوّج على خليلة في عمر بناتو، يرجّع بها شبابو و يعطيها إلي في جيابو..
نكذب.. حاجتي بيهم الراجل والصغار.. إي نحب نجيب صغير ونتعب ونتعذب و نسهر الليل و نلبّس الكوش ونحضّر الببرون و نمشي للفارماسي في أنصاف الليالي ويتحيّر على صغيري بالي، ونهزّ للرّوضة و نحمل في الدار الحوسة والفوضى ونخدم ونشقى ونصرف وناخذ قروضات ونتحمل مسؤوليات، المهم نجيب صغيّرات يملاو عليا الحياة..
و نحب راجل، إي نحب راجل يحبني ونحبو، و ميسالش كان تعاركنا ويسبّني ونسبّو ونباتو غضبانين و نصبحو متسامحين، و نهار يعجبو الفطور ونهار آخر يخرج يفطر في الشارع.. نهار يقول "نحبّك" و نهار يقلّي "ابعدني".. نهار يقلّي "محلاك" ونهار يقلّي "نحب نرميك مالشبّاك"..
تعبت وفديت و جرات بياّ الأيامات و مشيت لوليا صالحين و لعرّافات، فلوسي مشات، إلي قتلي مكتوبك معقود في قبر مهجور، وإلي قتلي جابولك من المغرب بخور و سعدك مسحور ولازمك تذبح سردوك في داركم، تحت الصّور..
هبلّوني، عقّدوني، علّي بيّا زادوني.. مرجوني.. نحبّ نعرس.. نحب دار و راجل وصغار.. نحب روبة بيضة وحجامة ومكياج و تصاور و فيديووات و فواياج دو نوس و حواسات
،
و تنقص عليا الكلامات و السلامات و نستدعى الناس إلي سخفو عليا ولّي شمتو فيا ولي قالو ما عرستش خاطر ماهيش صبيّة ولي خطبوني و كي وفى المكتوب سبّوني وحلفولي إلي حتى راجل ما ياخوني..
نحب نعرس على خاطري و على خاطرهم.. آنا إلي نحب نشوف صغاري و احفادي.. و هوما إلي تعبوني و ظلموني و حكمو عليّا، لا قالو مكتوب ربي ولا رحموني..
ب س: أنا عمري 25 و مازلت بعيدة شوية على الاحساس هذا , أنا صوت أنثى لا أكثر لا أقل ، ونصي لوصف الحالة إلي تحس بها الوحدة منا كي تكبر في العمر.. الإحساس خايب، بين نداء الأمومة و قسوة المجتمع، فبالله لا للحكم على العازبات و لا للكلام المرزي إلي ما يتقالش
..
صوت أنثى..
Pour ceux qui n'ont pas lu "أنا اليوم عمري ثلاثين"