رسالة الى مجهول
Monia Ghada Ayari - منية غادة العياري
يوم افترقنا افتعلت اللامبالاة و كتمت ما بداخلي من مشاعر ذلك اني حين سالتك هل مازلت تريد ان نكمل سويا ؟ لم اجد سوى الصمت ردا على سؤالي .. فهمت حينها انك تفضل الانفصال فان كنت حقا متعلقا بي و تريدني ما كان ابدا ليكون ذلك جوابك، يومها لم ترد حتى النظر الى وجهي كنت تهرب بعينيك مني .. حاولت ان تقنعني بانك ضائع و انك لم تعد تعرف ماذا تريد و ان الامور قد تطورت بسرعة بيننا و ان وان ..ما فهمته اآنذاك من جملك الغير واضحة هو انك لم تتوقع منذ الاول ان ندخل في علاقة فحين افصحت لي عن حبك ما كانت فكرة ان نصير حبيبين بذهنك لاعتقادك اني لن ابالي بمشاعرك و حين فاجأتك بغير ذلك وجدت نفسك منساقا مع التيار و فقدت سيطرتك على الاحداث و لم تتمكن من التفكير بتمهل فيما سيحدث .. و حدث ما حدث !
اردت حينها ان اصرخ في وجهك ان اوبخك ان اذكرك ماذا فعلت و من تحديت لاجلك اردت ان اذكرك ما فعلته انت لاجلي اردت ان اعيد سرد كلماتك ! اردت ان ابكي و لكن خانتني دموعي اردتك ان تبكي على الاقل كي ارضي غروري و لكنك لم تبكي ، اردت ان ارتمي في حضنك فتسكر برائحتي و تنسى ما قلناه ! وددت ان اطالبك بتفسير مقنع لهذا التغيير و لكن لم افعل ، يومها خانتني كلماتي و شجاعتي و دموعي و تواطأ الكل مع كرامتي ضدي .
اذكر اني ابتسمت لك و قلت بأن ما يحصل امر عادي و ان حتما كل علاقة لها نهاية فالمشاعر متغيرة بتغير الاحداث و الظروف ، طمنتك و اقررت بحقك في استرداد "حريتك" ! لا تخجل لك حريتك افعل بها ما تشاء و تصرف كما تشاء فكل ما بيننا انتهى .
قابلتني انت بابتسامة مماثلة و تفارقنا يومها ووجوهنا تعلوها البسمة .
أما قلبي فقد كان ينزف !!! لاول مرة في حياتي اشعر بذلك الألم ؛ ألم الفراق و لوعة الخذلان و مشاعر متضاربة من ندم و خوف و حزن و انصدام و رغبة ملحة في الهروب .
عدت الى البيت يومها و اعتمدت ان اشغل نفسي كي لا أبكي عاهدت نفسي بأني لن أبكيك فأنت لا تستحق دموعي تركت هاتفي بعيدا كي لا اتفطن لاتصالاتك فحتما كنت ستفعل و اتصلت و لم أجبك ! كنت حينها غارقة في بحر من الهلواس و الشك و أجابه وحدي موجات من تسونامي الأسئلة : لماذا تراه تخلى عني ؟ هل لانه وجد فتاة أخرى ؟ هل لانه اكتشف انه لا يحبني ، هل أحبني فعلا ؟ لعلي أنا من تخيل كل ما حدث فهو لم يقل لي يوما أنه أحبني ، لم يقلها حرفيا و لكن عيناه قالتاها و جميع أفعاله و تصرفاته لا توحي سوى بالعشق ... ليلتها لم اجد اي جواب لأسئلتي اللا منتهية و نمت و حلمت هربا من مواجهة واقعي .
بعد يومين قررت السفر كنت أحتاج أن أهرب كي أنسى ، منعت عقلي من التفكير فيك و عجّلت في انتهاء حدادي و ذهبت تاركةً ورائي كل شيء. يتبع ...
منية غادة العياري
Website Design Brisbane