رحيل
Faiza Ben Chalbi - فائزة بن شلبي
كنت أود أن تكونين أخر وجه أراه و أقبله ...
لطالما كنت عبأ ثقيلا عليكي يا أمي ...
حملتني طوال حياتي ولكني خيبت ظنك بي ...
لقد خذلتك و قررت الرحيل دون وداع ...
في تلك الليلة بكيت كثيرا حد أن دمعي هو الوحيد من أنسني ليلتها و هون عليّ وجع الفراق ...
انني لا أُرى تماما فكل الذين جاهدت من أجلهم قاموا بقطع شرياني دون شفقة تذكر على جسدي الهزيل المهزوم ..
لم يحبني أحد بل لم يحبني العالم ...فاحببتني أنت واحتويتي كل ما في من جزع وضعفٍ بل حتى مرضي تعاملت معه كمولودٍ جديد ...
أتعبتكِ حقا بل حملتك ما لا يطاق ، علقت جميع خيباتي حماقاتي فوق جسدكِ بالكامل ، غمرتكِ ببأسي و يأسي كسرتك بعدما كُسرتُ بالكامل ...
أحببتك ليس لأنك "أمي " فقط بل أحببتك لفرط تضحياتك التي لا أستطيع عدها مطلقا ، لقدرتك المثيرة على العطاء ، لحبكِ لي و الذي لا تحده لا سماء و لا أرض ، لكل الاشياء الثمينة التي نزفتها من جسدك ِ في سبيل أن أعيش ...
أدرك تماما أنكِ ستفجعين لموتي و لن تتجاوزين ذلك ولكن في رحيلي حياة هنية لي في الدنيا الأخرة ...
سوف يغفر لي الله سوف يتقبلني قبولا حسنا رغم رجسي و قنوطي ... الله أرحم من خلقه ، سوف أنجو هناك ، في اللاعودة ..
أحبكِ .
فائزة بن شلبي
Website Design Brisbane