ربّما سنلتقي يوما

luck-ways-loveShayma Khayat - شيماء الخياط

ربّما سنلتقي يوما في مقهى او في أحد شوارع المدينة النائمة ، في شهر أيلول حينها سأكون تجاوزت العشرين ، سأكون كبرت قليلا ً , سيكون عقلي أكثر نضجاً ومشاعري أقلّ هيجاناً وتأثّراً , سأكون قد شفيت تماماً من الظروف المرّة , من الخوف , من البكاء , من اليأس , من العالم حتى انني سأكون قد شفيت منك و كفرت بك عن إقتناع ,

كلّ ضيق سيمر فالدنيا يوم لك ويوم عليك كل حزن سيمحى و كل جرح سيلتأم و لن تبقى غير الندوب حتى انني سأعمل على تجميلها و محيها تدريجيا .. أما الآن ؟ ما أنا الاّ فوضى لأفكارك و فصلا على هامش قلبك ومجرّد ذكريات عابرة وما أنتَ سوى طعنةٍ لروحي أحيتها من جديد ما أنت سوى صرخة وجع صامت !

حين نلتقي لن أكون أفكاراً ولا ذكريات ولا أنتَ طعنةً ولا حبّاً ... لن نكون شيء لا أنتَ ولا أنا ، غريبين كأننا لم نكن يوما في أحضان الحب ، ستتجمد المشاعر كأنك لم تمسك يدي يوما لم تقبلني يوما كأنني لم إتخذ من صدرك ملجأ لي ، غريبين كأننا لم نتشارك شيئا ، غريبين كأنك لم تكن لي يوما حبيب لن أتذكر شيئا سوى نزيف كلماتك الأخيرة التي لا تزال صداها في مسامعي ، لن يفتح قبر حكايتنا ، لن تتفتح شجرة الياسمين من جديد و لن تزهر الورود التي تركتها بين صفحات الكتب ..

شيماء الخياط

ربّما سنلتقي يوما