ذاتي المغتربة
Lamin Hamdani - لمين حمداني
الانحباس داخل غرفة و غلق باب التواصل معك شيء معتاد، فجلنا يموت اغترابا و يعاني انفصاما في ذاته.. ثم آمنت لاحقا بصفو روحي و ذلك ليس لثقتي المفرطة فيا بل إن ملاقاتي للمارة المسرعين على طريق واحد لا ترى غير الظلام يسد نهايته جعلني أتوضؤ بماء حرقتي و أطهر ذاتي من نجس البشرية حولي..
عموما، تتالي الخيبات يزيد من اكتئابنا و يميت فينا رغبة التسلل إلى حلقة غير حياتنا البسيطة المغطاة بابتسامة معفاة من الصدق و السعادة المؤكدة. نتجنب انحدار أحوالنا إلى ماهو أسوأ و نخشى انعراجا كتبنا عنده موعدا مع مقرب و قلنا: إلى اللقاء، و لم.. وحيدان في المنفى، أنا و مصباح خفيت ينير مساحة متر أو أزيد بقليل من غرفة موحشة رغم تعمدي تغطية ما تيسر من جدرانها بلوحات فنية رسمتها، أغلبها باللون القاتم و منها بألوان مختلفة لألا أكسر خاطر أستاذتي التي اعتدت اعجابها بتمكني من ترتيب الألوان و تحسس بعدها الفني.
كرسي و طاولة تركبها أوراق و أقلام و ألوان باستيل و علبة أكوارال و فراشي بأحجام مختلفة مبللة و أخرى مغموسة في صدر لوحة لم أنهي صراعي معها بعد. كم يروقني هذا الطقس المعيشي، فن تشكيلي و فن أدبي و فن الموسيقى و فن تفهمي لما تحتاجه ذاتي المغتربة... لم أنسى علاقتي الحميمية مع القلم و الورقة البيضاء الحالكة، فلي من الخواطر ما أبخل عن كتابته و ألوم نفسي أحيانا على حرق كم هائل من دعاباتي الأدبية التي اعتدت كتابتها على ظهر أوراق الدروس الخصوصية في مادة الرياضيات الملعونة... لم أنهي كتابتي، يكفي ما صرحت به.
رسمة بقلم لمين حمداني
Website Design Brisbane