دعني ..

leaving-everythingOmaima Harzly - أميمة الحرزلي

دعني اتوه فيك و في تفاصيلك ، دعني الم بك و باحوالك ..

دعني اعيشك و اعيش عليك و اتنفسك ، دعني اعيش عبقك و اتعطره ، ارتديه و يرتديني ، دعني من الزائف المحتوم و من الحقيقة المرتبة !

اتركني لاعيش التيه البارد الجميل في حضرتك ، اتجمل له ، فيخجل الإنحناء لي في صلاة استسقاء تحت مطر قدمي ، دعني اقبل جبين الحلم على طرف المنطق فيصبح ذاك المجهول غارقا مع تفاصيل الواقع الموقع تحت وطأة قدميك ! دعني ارتدي الاحمر ، و اخجل ارتدائه مادام كل شيء في بداياته خجل ، دعني ارتدي قرطي و ارقص على حدتهما ، على انغام الرغبة الثائرة في ، في مؤامرة. الاشياء الهاوية المهلكة ، بعيدا عن كمين الذاكرة الخادعة و البالية ..


دعني اتخلص من كعبي العالي لاشعر بحرية الدوس على حزن رجل مثلك  ، دعني استشعر رقابتك و تكون بي الانا الاعلى لترفعني في كل مرة إلى سماء المحرمات و تنزلني بها إلى درجة المقدسات لاكون بها 'الانا' 'الراغب و الحاث' .

دعني اجسد منك الحزن لالمعه في كل مرة و أشعر ان الحزن في حضرتك بات جميلا .

دعني امشي حافية من الرحمة  استشعر دماء و اتلذذ عبقها  لأتوسد خسارات عمري من التيه تحت قدميك

دعني امتلكك و امتلك مل ما فيك ، دعني اسيطر على نشوتك  و امبراطوريتك ، دعني احتلك و اجوبك ، فيخيل لك طيفي في كل مكان حتى قهوة صباحك اللاذعة فهي إلى حد ما تشبهني ، بل و تتقمصني ، فهي سمرائك الخطرة ، الغامضة المتأرجحة الراقصة على فناجينك الكريستالية .

دعني اكون آلهتك الإغريقية ، لأخلصك من معبوداتك من المازوشية و أحررك من كل المشاورات الإيتيقية .

دعني ارتدي ذاك الثوب الذي اخترته لي في معابرة الصدفة  ، و أتفتح فيه كوردة نارية  ، فآلهتك أشهى و هي مغطاة بقرابينك و مزينة بتهاليلك . دعني اراقصك ... !

لا بل اراقص غيرك ، اتحسس تفاصيله و أبعث له بنفسي الساخن فيشتد عطشه ، و يشد على خصري  الناعم ، فتهيج و تلوم و تلملم في غيضك و تزيده  ، فكأني بحضرتك أرقص في مدخل شريانك حافية القدمين لحظة إنخطاف .

دعني القنك الحب  و القنك تجويد كلماته و مصاحفه ..

دعني أعلمك كيف لا ترهب الموت ، و لا تخافه ، فليس انت من هوى مضاجعة الموت في سرير ، فلطالما رهبت لفظي الحاد اكثر من الموت في حد ذاته ، و لطالما عمدت السرير بدعوة الى منازلة الحب و تمجيدا للحياة  و لعنة للفناء الهادف .

دعني اغرقك في موج خطاياك و هفواتك فتتردد علي بالإعتذارات الزائفة

و أجوبك بغنجات الغجر الرادفة  و امسح على رأسك و انا اعدد شعره الابيض و كانني اعدد زلاتك اللاراحمة في مثالية متجسدة و كأني بها إشارة الى التواصل ..

دعني أحيي فيك نبضا ، و ابعث فيك رغبة و احرك فيك شهوة من شق ثوبي الاسود ، فتحتويك سمرة ضهري المتعري، و تحتضنك فتتوه انت و امثالك في عمى لونين جادا من البياض و نهلا، اكلا و انتصرا ، سواد الثوب يترجم الليل و حذافره ، و سمرة تشع كنور خافت  كان به صراع بين هاته الظلمة الحالكة  رغباتك المقدسة ، فتتوه انت بين التيه و التيه في افكارك و  وجومك !
دعني احاكي تفاصيل غرفتك ، استلقي على سريرك كمحارب وقت الإستسلام  اللاذع  ، بجسد متعرق ، و شعر مبعثر ، كإرادتي الحارقة ، و استمتع الإنتضار  الذي ينخلني .

دعني انزع عنك قميصك الذي خيط من سماء آلهتك،  زرا زرا  و احرق اصابعك لهفة ببطئ تقدمي ..


دعني لأتحرر منك و فيك ، امرر اصابعي على شفتيك و ازيد من حدة المقاومة ، فتلقي بي على حافة العبث الطاهر ، و تبدأ رحلة اكاتشافاتك لمخارج كهوفي ، و تقيس حدة منحنياتي و تدرس حفرياتي و تحاول في كل تلك الغبطة معرفة الى اي عصر جيولوجي تنتمي لتوقن بذلك عمر شهوتي .

دعني أغرس أظافري بين مطلع عرقك الممتد على طول يدك المحدبة لترتعش بين ذراعي لهفة !

دعني احبل منك و اجهض سعادة ابدية  ..

دعني اغمض عينيك بقطعة قماش و اسرقك من عالم الزيف ليوم و اكون لك كل اوطانك ، كل طوائفك و اديانك ..

دعني اكون منك و فيك ..

دعني اليك انطوي ..

دعني.. !

أميمة الحرزلي
دعني ..