دع الحزن للحمقى

feelings-alone-thoughtsTakoua Jouini - تقوى الجويني

"لا شَيء يستحق الحزن ، دع الحزن للحمقى "    

وكأنّ نسيما مر بشعلة أملي و فرحي ليطفئها ..

متى ،أين ولمِ بتُّ أسأل ..

متى إنطفئت شعلتي ، أين اندثر بريق أملي ولمِ انهال فرحي..

عدت بخيالي ومررت بالأيام الخوالي بحثا عنِ الفرحِ المفقود ، أوِ الأملِ المنشود ..

و ما عساي ألمح سوى الوِراع و القلق ، الانتظارَ و الحيرة ، الرهبة و الضجر .

أين الرّغدُ و الحبور؟ أينَ الغِبطة و السرور ؟

لِمَ ألمحُ سوى الخوف من الحاضر و المستقبل ؟

و مُذْ عادت بي ذاكرتي لدنيا " الآن " لمحت فورا الحنين الى الماضي خوفِهِ و ضجرِهِ .

و ها أنا في عالم اليوم  والحاضر أحن الى الماضي وأخشى مواجهته ، أتوق الى مشاعر الحب و السعادة و أخشى عيشها .

أسبح في أُُفق أحلامي و سعادتي و لا أكاد ألمسها ، كلما اقتربتها فرت مني ، فهي تجدني مُثقّلةً بالشجن و المشاعر المتناقظة .. هي الأخرى تبحث عني ،فهي خاصتي ، محياي و

مماتي ، وهي  توقن بأنّ الأنا خاصتي امتلأ حبا و فرحا ، أملا و رغدا .. لكنّه تائه ، تائه بين غربة الحاضر و الماضي ، حبيس ألمِ المستقبل ، يبحث عن ثغرةٍ ليمر بها لي لنمتزج و نعزف لحنا ملؤه الغطف و المحبة ، يعجُّ أملا و فرحا .

ما جدوى الحاضر ان لم نواجه الماضي ؟

ما الطَّائِلُ من حاضِرٍ امتلأ موتا و شجنا ؟

لم الوَرَعُ و بامكاننا التعامل برخاء ؟

سأدعه للحمقى .

تقوى الجويني

دع الحزن للحمقى