خيبتي الحُلوه
Faiza Ben Chalbi - فائزة بن شلبي
منذ أسبوعان لم يرن هاتفي بنغمته تلك المزعجة التي أحبها حد الهوس لأنك أنت المتصل...
منذ أن قررت المضي الى حال سبيلي وأنا مفعمة بقوة كاذبة فأنا لست بخير...
أظن أن لعنة فراقك قد أصابتني في بؤبؤ العين فأنا لم أعد أفرق بين من يحبني بحق و بين من يريد لي السوء ويكيدُ لي كيدًا منذ أن أقسمت على تجاهلك علنا و حبكَ سرا وأنا ألعب أدوار عدة في حياتي...
كلُ ما أخشاه أن أُصاب بمرض لا دواء له فحالتي تزداد سوءا يوما بعد يوم...فهذا السجن الذي سجنتُ فيه نفسي يسكُنه وحشٌ ماكر ينهشُ من لحمي و يمتصُ دمي حد فقدان وعي... هل تعرف من هذا الوحش إنه اليومي القاتل الرتابة اللاشيء إنه المنفى بلا زاد ولا زواد ... فغرفتي تكاد ترمي بي إلى الخارج من كثرة تشبثي بجدرانها صباحا مساءا... فأنا أكره الخروج الى الخارج... أكره أن أرى أناسا يكرهونني لأني أتصرف بكل تلقائية, أكره كرههم لعفويتي , أمقتهم جميعا... لذلك أعتكفُ هنا في منطقتي هذه التي لا يتجاوز عرضها و طولها المتران ...
أمي تلعن اليوم الذي أنجبتني فيه هي لا تقول ذلك لكني أقرأ لعنتها علي في عينيها كلما داهمتني في مملكتي...
أما أنتَ يا من صرت ملك أحرُفي و يا من احتللت وجداني فأنت جبان بدرجة التفوق على جميع البشر صدقا...
أحببتني فعشقتك, علقتني بك فصار قلبي ملكك, جعلتني أُدمنكَ فتجرعتك مثل الهيروين... و من ثم زحفت زحفا متواصلا الى بر الأمان بالنسبة لكَ طبعا, حيث أنكَ لا ترى مخلوقة مثلي في سذاجتها و برائتها و عفويتها تلك التي تُوقعها على الدوام في المطبات و كنتَ أنت أول مطب خارق اصطدمت به...
أنا لا أستاقكَ حقا .. كل ما أشتاق له هو هوسك بي ,رسائلك الصباحية والمسائية التي تروي لي فيها عن مدى اعجابك بشخصي ,بحسني, بعينايا المجرمتانِ كما كنت تقول لي سابقا... بتفاصيلي , بكل تلك الأشياء التي تجعل مني أسعد امرأة على وجه الأرض لانتباهك المثير لها ...
لكن هذا لم يدم طويلا كانت تجربة فاشلة في أن تتقبلني بعيوبي تلك التي ما إن بت تراها تتفاقم إلا و صرخت بي و هاجمتني بإسلوبك الراقي المبتذل الذي لا يدركه إلا أنا .. أنا وحدي من أدرك حقيقتك تلك التي تخفيها عن الجميع لاكتسابك مهارة ايجاد الكلام المنمق... حقيقة أنا أحسُدك على ذلك لأنك اكتسبت بذلك ثقة الكثيرين من حولك... أما أنا فخائبة لا أُجيد فعل ذلك والنتيجة هي وحدتي هذه التي تجعلني أكتب عن خيباتي الحُلوه فأنت حُلوها و مُرُها أيضا...
لذلك رحلت عنكَ لأني لا أشبه عالمك هذا السامي المرموق ... حتى قلبي المسكين كان بين يديك يحتضر و لم تُسعفه و لو بدافع الشفقة... .كنتَ قاسيا للغاية بقلبٍ سلمته لكَ عن طواعية...
أنا لم أتعافى من خيبتي إلى يومنا هذا فما ما لا يمكن شفاؤه ينبغي تحمله... ها أنا أحاول قدر المستطاع أن أُشغل نفسي عن التفكير بكَ أنت تعرف أني أحب قراءة الروايات الرومنسية بكثرة عندما كنا سويا ,كنت تكره ذلك لأنك تهوى الكتب السياسية على عكسي تماما لكن الآن كل ما أحب فعله في الماضي وأنا معك كرهته...
أما قلبي ذلك الساذج الذي يحبك و لازال يلومني دائما و يقول لي أنت تظلمينه على الدوام ...فها قد بات عقلي والحمدلله بردعه و إلزامه بإن يقوم بعمله الأساسي فقط ألا هو ضخ الدم المحمل بالأوكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة لتزويدها بالأوكسجين اللازم و كفى بها نعمة واعفائه من باقي المهام التي لا تخصُه بالمرة..
فائزة بن شلبي
Website Design Brisbane