حررنــي
Khitem Hfaiedh - ختام حفيّظ
ألقيت فساتيني أرضا .. تجعلني أبدو بدينة .. أحاول أن أقنع نفسي أنني لم أسمن يوما ..أحاول أن أرغم نفسي على تفرس جسدي في المرآة .. لكنني أرفض أن أتلوث بي ..ببدانتي ..
أحاول أن ألقي بجسدي أرضا .. ربما كان علي أن أقتلعه بسكين قاس .. أن أفتته كي أتحرر منه .. أشعر بالقذارة.. بالوباء يطفح مني ...
أجلس في السيارة و قد استسلمت .. ارتديت أحد الفساتين البشعة .. أبدو كامرأة حامل .. دون وعي أنهال على بطني بالضربات .. محاولة قتل وجعي الذي أنا به حبلى .. محاولة أن أتطهر مني .. أشعر بالقرف !!!
السيارة تمضي مسرعة .. أتخيلني أطير بعيدةً.. حرة من الألم .. من الانتظار .. حرة من نفسي .. من جسدي .. و نجاستي ..
"الشيليز" كلما مررنا من أمام هذه اللافتة تنتابني رغبة قاسية في التقيؤ ..الشيليز .. أرى الكلمة تتضخم لتتحول جثة هزيلة .. تتساقط أصباغاً.. تضحك ملأ قلبها و هي تسخر من بدانتي الملتفتة... أطعنها بخنجري فأكتشف أنني ما كنت أضرب غير نفسي ..
السيارة تطوي الأرض و تطويني وجعا معها .. ترتعش يداي رغبة .. رغبة في فتح باب السيارة بغتة بينما يقود أبي باطمئنان ... ليتني أفعلها .. لكنني ضعيفة .. جبانةً.. أشرع نفسي عارية ، منادية الموت بإغراء .. لكنني أجبن من أن أرتمي في أحضانه بنفسي .. جبانة أنا .
ألن تأتي يا موتي ؟ فقد أضناني الانتظار .... ألن تأتي لتأخذني كرجل حقيقي ... ألن تكسرني
لتحررني مني . أتهالك وجعا فحررني ....
ختام حفيّظ
Website Design Brisbane