حرب داخل مدينة الحزن
Safa Kh - . صفاء خ
عقلي فقد عقله
و روحي فقدت شهوتها بالحياة
و عينايا غرقا في بحر الأحزان..
و ها أنا تهت منذ سنوات داخل متاهة الحزن.
هذا الحزن الملعون ،
ألعنه ٱلف مرة و لكن جعلني أعلم قيمة هذه الحياة.
ها أنا غارقة في حزن لا تكتب الحروف
و لا توصفه كلمات
و لا تلملمه سطور و لا ينتهي بنقطة أخر سطر الرواية..
كم هو صعب وصفه ..
ضللت طريقي و أنا طفلة صغيرة ترتدي فستانها الوردي و تضع أحمر الشفاه و عيناها يلمعان حبا و رغبة للحياة ..
هكذا بدأت رحلتي داخل متاهة الحزن .
دخلت باب مدينته دون رغبة
و دون علم لي عن وجعه و ٱلامه و خيباته ..
دفعتني الحياة إليه دون رحمة !
كأنها الحياة لم ترق لها قهقهاتي و ٱبتساماتي الطفولية
كأنها لم ترق لها برائتي و طيبة قلبي
كأنها أرادت أتخبرني أن الحياة ليست كما أظن :
ليست كلها كما رسمتها لنا الصورة المتحركة و الصورة الكرتونية
ليست كما كنا نشاهدها منذ صغرنا من خلال التلفاز
ليست كلها سعادة و ليست كل الاحلام تتحقق
و ليس كل من نحبه لنا
و ليس بمقدورنا أن نفعل ما نشاء
كأن نرقص كمجانين بين أشجار الغابة
كأن نغني و نرقص حول النار...
ليست الحياة كما نشاهدها من خلال تلك الشاشة التي تنقل لنا مخيالات أصحابها يجسدها لنا من خلال صور طفولية ليزرع بداخلنا امل الحياة...
لم ترغب الحياة بأن آظل طفلة صغيرة تفعل مايحلوا لها ترقص حين تشاء تلهو و تأخد مايحلو لها و تحقق كل أحلامها..
أخبرتني الحياة :
أنه حان وقت الاستيقاظ من حلم الطفولة
حان الوقت لأن أندمج داخلها و أن أخوض معاركها و أن أتعلم فنون القتال ضد ما أرغب به و أن أتعلم ما يفعله الجنود حين يحتل احدهم وطنه ..
حان وقت الاسيقاظ لتجربة الحياة !
و لكنها دفعتني الى متاهة الحزن !
ٱنتهت فترة الطفولة و حان وقت النضج..
دفعتني الحياة دون رحمة ٱلى باب الحزن ..
و لم تخبرني كيف لي أن أخرج من وطنه بسلام !
و أنا طفلة أجهل معنى الحزن و البكاء ..
و هنا بدأت حربي..
ٱرديت زي الحرب كجندي سيحارب العدو لأول مرة و يجهل الإمساك بسلاحه لكنه مضطر لخوضه هذه المعركة..
لم أعد طفلة أصبحت فتاة بروح جندي يحارب من أجل الحياة ..
و لكنني داخل متاهة الحزن ..
و أجهل فنون المحاربة و القتال ..
أرهقت عينايا من البكاء حين أخسر معركتي ضد العدو فأنا طفلة لم تضق يوما طعم الخسارة و لكن تضوقت طعمه المر ..
طعمه مثل السم القاتل ...
وكم هو قاسي الشعور بالفشل !
تهت داخل وطن الحزن و كلما تألمت كلما شعرت بالحياة كلما تألمت تعلمت درسا من حياة
كم هي مدرسة هذه الحياة :
فالجميع ليس برئ كما أنا الجميع ليسو أشرار
و لكنهم مجرد جنس يزعم القوة و السلطة و لكن بداخله لايزال هنالك طفل يبكي حين ينام ...
لم أجد أحد يمسك يدي ليرشدني إلى السلام ..
لم أجد أحد يعلمني فنون الحرب و المقاومة..
و تهت لسنوات هكذا أتألم و أفشل أنهض و أسقط من جديد و لكن رأسي لم يرتطم بالأرض
كلما وقعت نهضت لكن بقلب ميؤوس من شدة ارتطامه بالخيبات.
ليست تلك الخيبات التي يرويها الجميع كخيبة حبيب او صديق
بل أنني كلما وعدت نفسي بأن أقاوم العدو أفشل و أنا أكره الفشل ..
و لكن وجدت فالأوان الاخيرة
من علمني فنون القتال
من علمني قواعد الحرب
من علمني مستلزمات الجندي و واجباته أثناء الحرب ...
كان لي مرشدا و كلما وقعت أمسك بيدي كطفلته الصغيرة ..
و يخبرني بأنني لا يحق لي البكاء
فعيناي لا تستحق
أخبرني بأن ءحارب من أجل نفسي
و ءن أعيش من أجل نفسي
أن أفعل مايحلو لي
و أن أقاوم كل حزني
و أن أصنع داخل وطن الحزن وطن للمقاومة و السعادة بالحياةو هكذا تعلمت المقاومة ...
تمردت ضد قلبي
تمردت ضد الحزن
تمردت ضد الجميع
و صنعت لنفس مدينة السعادة داخل وطن الحزن و هزمت عدو..
أيحدث ءن يغييرك أحدهم و يزرع بداخلك هذه الرغبة بالحياة ؟
أيحدث ان تشتهي الموت من شدة فشلك و وحدتك لكنك لم ترغب حقا بالموت سوى أنها لحظات فشل ؟
أيحدث ءن يغيرك صديق ليس ككل الأصدقاء ؟
لا تيأس يا صديقي فالحياة حرب و نحن بها جنود نتعلم المقاومة ...
خيال كله خيال ولنا في الحياة خيال وليت الجميع يفهم ياصديقي
بقلم صفاء خ.
Website Design Brisbane