حديث صامت
Ameni Zebidi - أماني الزبيدي
و في لحضة ضعف قبلته بعنف ، بكل ما فيها من شغف .. نعم تلك الخجولة التي لا تقدر ان تنظر في عينيه مباشرة لم تستطع منع نفسها هذه المرة ..
في لحظة اختلطت فيها كل المشاعر مرة واحدة مزيج من الحب و الاشتياق و اللهفة و الغضب ... كانت نتيجتهم تلك القبلة ،، قبلة حب لكنها في نفس الوقت تحميل العديد من معاني العتاب..
و ما ان ادركت كمية الاحراج التي سببتها لنفسها حتى تراجعت الى الوراء ؛ لكنه لم يتركها بل ضمها اليه بقوة ، وضع رأسها على صدره .. كانت ترتعش مثل الطير الجريح و لم يكن هو افضل منها حالا. بقيا على تلك الحال كثيرا ،
لم يدريا كم من الوقت مكثا فقد فقدا الاحساس بالوقت . كل ما اراداه هو ان تدوم تلك اللحضة للابد .. و أخيراً رفعت هي رأسها من على صدره لتلتقي العينان في محاولة لاكمال ذلك الحديث الصامت .. و هل يوجد اصدق من لغة العيون ؟
.اطالا النظر احدهما في عيني الاخر لتأتي بعدها قبلة ثانية و ثالثة و رابعة .. فجأةً رن الهاتف ليقطع جمال لحظة لطالما انتظراها طويلاً ؛ "ألو ؟ حسنا عزيزتي أنا قادم" المتصلة هي زوجته يا سادة ، نعم زوجته ! لم ينبس ببنت شفة ، فقط نظر اليها نظرة كلها حسرة و ندم . نظرة تحمل العديد من المعاني المشفرة ، هما الوحيدين القادرين على فكها .. قبلها قبلة اخيرة من جبينها هذه المرة و ذهب حال سبيله .. تاركا اياها تتخبط في بحر الاحتياج و الوجع .. كانت تلك المرة الأولى التي يلتقيان فيها منذ اربع سنوات . منذ ان تزوجت هي . نعم كلتاهما متزوج الأن لكن لشخصين مختلفين .. كانا في يوم من الايام اجمل حبيبين يمكن ان تقع عليهما عيناك .
لكن فرقو بينهما بحجة إختلاف المستوى المعيشي بينهم و و عزفوا لهما مقطوعة تلك الحجة الواهية "قسمة و نصيب". الفراق لم لم يكن إختياراً هذه المرة ، بل فرض عليهم و يا ويلهم من مجتمع لا يرحم إن قررا التمرد.. صحيح أنا كل منهما متزوج لكن لطالما كان زوجاً جسدياً فقط ، لأن روحيهما كانا و لا يزالا وفيان لبعضهما . صحيح أن لقاءهما كان خاليا من الكلام لكنه ان مفعما بالمشاعر .. لقاء كان من المفروض ان يطفئ نار الحنين في نفسيهما لكنه زاد من تأجيجها .. مضى هو و تركها بوجع مضاعف .مما جعلها تلعن حضا قادها لملاقته في مثل هذا المكان والزمان .. و بينما هي على هذه الحال اذ برسالة تصلها منه "لست اسفا على ما حدث ، انا فقط اسف انني استسلمت سريعا في صراعنا سابقاً ضد القدر كنت و ستضلين دائما ساكنة روحي يا اول و اخر من احببت . اعشقك..."
أماني الزبيدي
Website Design Brisbane