حديث الأقدام و الأيدي

Talkinh hands


Hajer Chabane - هاجر شعبان


القدم اليسرى للقدم اليمنى: أنا أحسدك لأنه يعتمد عليك في كل

 

القدم اليمنى: لماذا تبدين متشائمة فلولاك لكنت متعبة جدا من حمل كل هذا الثقل لوحدي

 

القدم اليسرى: لكنك قدم الإرتكاز و ما أنا إلا بتابعك الوفي فأنتي تسيرين و أنا ألحق بك

 

تضحك القدم اليمنى و تقول: لكننا نكمل بعضنا البعض فأنت تقفزين و أنا أقفز معك و أنا أجلس و أنت تجلسين إلى جانبي

 

 

-القدم اليسرى تفكر قليلا:  أنت على حق ليت الجميع متفقون مثلنا و تنظر إلى أعلى

 

لا تنظري إلى أعلى كم من مرة أخبرتك أن لا تنظري إلى من هم فوقنا

 

لكن لماذا فانا أريد أن ألقي التحية على الأيدي

 

تهمس: لكن كم من مرة قالتا لك بأنهما لا تريدان الحديث معنا

 

حزينة: لكنني أشعر بالوحدة


أنا معك


أعرف لكن لكم من الوقت سنظل لوحدنا نحمل ثقلنا و ثقل غيرنا؟


لقد تعودنا فما هو الشئ الجديد؟

 

لكن ظهري يؤلمني أنظري إلى التشققات التي تملؤه


أعرف اعرف كفي من التذمر

 

تنظر اليد اليمنى لهم من أعلى : أنظري يا أختي هاتان الاثنتان لا تعرفان سوى الشكوى

 

اليد اليسرى: أنهي عملك و دعينا منهما


لكني سمعتهما تتحدثان عنا

 

لا إنهما متعبتان


أنا أيضا متعبة

 

لكنك لا تحملين عشرات الكيلوغرامات مثلهما

 

لكن بالأمس حملت جميع أثاث المنزل و قد جرحت

 

تنزعج اليد اليسرى من أختها و تتظاهر بانشغالها

 

اليد اليمنى للقدم اليسرى : أنت في الأسفل هل تعبت من العمل؟

 

القدم اليسرى: نعم، قليل من التشجيع سيفي بالغرض فنحن نسير آلاف الكيلومترات و لا تشتكي نحمل أثقالا و لا نبكي لا يهتمون بنا و في النهاية تعودنا. (تصمت قليلا و تحاول تدارك دمعتها) عندما كنا صغارا كان همنا أن نضع رؤوسنا على الأرض و قد ساعدتمانا عندما بلغنا الثانية حتى نجحنا، هل تتذكران؟

 

اليد اليسرى تبتسم : لقد كانت أياما جميلة كنا نلعب معا و لا نمل

….

اليد اليمنى: أنا لا أذكر شيئا

 

القدم اليمنى: طبعا فأنت كعادتك تنسين الأيام الجميلة التي كنا نتعاون فيها لحمل هذا الجسد و حين ثقل عليكما أصبحت أنا و أختي وحيدتين في الأسفل لا أحد يبالي بنا

 

اليد اليسرى: لكننا نربت عليكما عندما يأمرنا الوجه بذلك

 

القدم اليمنى: أنتما لا تتذكراننا إلا عندما ننزف و لكن حين تصابان بوخز إبرة يتوقف الجميع عن العمل حتى الرأس

 

اليد اليمنى: كيف لا و نحن نقوم بكل الأعمال الجيد منها و السيء فتحن ننظف ما خلفه الآخرون وراءهم  و نضرب الاخرين و نتحمل مسؤولية أفعالنا الكبيرة منها و الصغيرة إذ يقال علينا متسختان و غير شريفتان، بينما لا أحد يتحدث عنكما مهما حصل…

 

اليد اليسرى: لكنكما بالمقابل تحصلان على التدليك يوميا ؟أنا  أريد أن أدلك من وقت لأخر

 

القدم اليمنى: سيري يا أختي و اصمتي

 

يسود الصمت في المنزل

 

اليد اليسرى تخاطب القدمين : دعاني أدلككما فاليوم قد تعبتما

 

اليد اليمنى: ويحك يا أختي و من طلب منك مساعدتهما إهتمي بشؤونك الخاصة فأنت أرفع مكانة من أن تنزلي إلى أسفل

 

اليد اليسرى: أسف فإصبعي يؤلمني من كثرة استعمال الحاسوب

 

القدم اليمنى لشقيقتها: ألم أقل لك أن أحدا لا يهتم بأمرنا فالزمي الصمت

 

القدم اليسرى: لا ضير في بعض التغيير

 

_ تغيير الحال من المحال فارضي بما كتبه لك القدر

 

لكن القدر لن يتغير وحده فتحن نغير أقدارنا

 

أنا متعبة سأرتاح قليلا

 

تذرف القدم اليسرى دموعا صامتة فينتبه لها الوجه و يقول بقليل من التعالي: لماذا تبكين هذا ليس وقت البكاء أريد أن أغمض عيني…

 

القدم اليسرى : أبكي لحالنا أوليس لنا الحق في البكاء؟

 

القدم اليمنى: دعينا نرتاح قليلا هيا إقفزي معي فوق الفراش لكي نحس ببعض الراحة هيا يا أختي

 

اليد اليمنى: نحن أحق بالعطف أيها الوجه فتحن في خدمتك يوميا

 

الوجه: أنا من يقرر من هو أحق بعطفي

 

اليد اليمنى: لكننا ننظفك و ندلكك و نزينك و لا نسمع كلمة شكر… يقاطعها الوجه

 

إخرسي فهذا واجبك

 

تنزعج اليد اليمنى من توبيخ الوجه لها

 

اليد اليسرى: هلي أن أدلك الأقدام أيها الوجه؟

 

الوجه يفكر: حسنا…

 

القدم اليمنى: أنا وأختي نشكرك أيها الوجه و نحن ممتنتان لفضل علينا و كرمك المتواصل فلولاك لما أحسسنا بهذه الراحة…

 

القدم اليسرى و هي تهمس: لا داعي إلى كل هذا الشكر فهذا حقنا

 

القدم اليمنى: إخرسي هل تريدين أن يسمعنا فيحرمنا من بعض الراحة؟ هيا لنخلد إلى النوم تصبحين على خير يا أختي غدا لدينا يوم شاق


هاجر شعبان

حديث الأقدام و الأيدي